باريس - سكوبيا - "الحياة" - أ ف ب - ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية في عددها الصادر امس الخميس ان زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كاراجيتش المتهم بجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية مستعد لتسليم نفسه الى محكمة الجزاء الدولية في لاهاي. ونقلت الصحيفة عن اجهزة الاستخبارات الفرنسية ان كاراجيتش موجود حاليا في احدى دول اوروبا الشرقية، على الارجح في بيلاروس. ونسبت "لوموند" الى المصادر نفسها ان كاراجيتش الذي يعتبر ابرز مجرمي الحرب المطلوبين من محكمة الجزاء الدولية غادر في تشرين الثاني نوفمبر 1997 معقله بالي، وهي قرية جبلية تقع على بعد نحو 15 كيلومتراً من سراييفو. وأوضحت الصحيفة ان كاراجيتش اتصل "باثنين من المحامين الاميركيين" وطلب منهما درس الطريقة التي يمكنه فيها تسليم نفسه الى المحكمة. وأضافت الصحيفة ان كاراجيتش اجرى اتصالات اولية في هذا الشأن قبل أشهر مع عسكريين فرنسيين فيما كان المدير السابق للاستخبارات العسكرية في الجيش الفرنسي الجنرال جان هاينريش يتولى منصب نائب قائد حفظ الاستقرار التابعة لحلف شمال الاطلسي في البوسنة. وذكّرت "لوموند" بأن مصير المسؤول السابق عن جيش صرب البوسنة الجنرال راتكو ملاديتش الذي تتهمه محكمة الجزاء بارتكاب اعمال ابادة لا يزال مجهولا ايضاً. وأكدت وزارة الدفاع الفرنسية انها تجهل اي شيء عن المعلومات التي نشرتها الصحيفة. من جهة اخرى اعلنت مصادر القوات الدولية في البوسنة انه تم نقل ضابطين صربيين متهمين بارتكاب جرائم حرب الى لاهاي فيما اشادت الولاياتالمتحدة ودوائر دولية بعملية اعتقال الضابطين التي نفذتها القوات البريطانية العاملة شمال غربي البوسنة. وكان الضابطان المعتقلان ملادن راديتش وميروسلاف كفوتشكا مسؤولين عن معسكر "أومارسكا" القريب من مدينة بريدور الذي احتجز فيه عدد كبير من المدنيين المسلمين والكروات في عامي 1992 و1993 اثناء الحرب البوسنية. وأثنى الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جيمس روبن على دور القوات البريطانية في اعتقال هذين المتهمين الصربيين وطلب من رئيس صرب البوسنة السابق رادوفان كاراجيتش والمطلوبين الاخرين تسليم انفسهم "لأن الحبل يضيق حول اعناقهم ولن يتمكنوا من الاختباء في أي مكان". كما أشاد الأمين العام لحلف شمال الاطلسي خافيير سولانا وممثلة الاممالمتحدة لحقوق الانسان في البوسنة اليزابيث رين بجهود القوات الدولية لاعتقال المتهمين بارتكاب جرائم حرب.