واشنطن، القدسالمحتلة، غزة - رويترز، أ ف ب - أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جيمس روبن ان عملية السلام في الشرق الأوسط "في خطر" في حين اخفق الموفد الاميركي الى المنطقة دنيس روس في التوصل الى اتفاق على انسحاب اسرائيلي في الضفة الغربية. ومع ان ديفيد بار ايلان الناطق باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي قال ان "لا داعي للتحدث عن أزمة بين اسرائيل والولاياتالمتحدة" إلا أنه حذر الولاياتالمتحدة من "اقتراح مبادرة سلام في شكل إنذار لأن ذلك سيؤدي الى تفجير العملية السلمية". وحمّل الفلسطينيون رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مسؤولية فشل مهمة روس. ورداً على أسئلة عن مهمة الوساطة الأخيرة التي أنهاها المنسق الاميركي ليل الاثنين - الثلثاء، قال روبن: "لم نصل بعد الى نهاية الطريق". لكنه حرص على الايحاء بالتهديد بهذا التخلي الاميركي، وهو تحذير غير مألوف من جانب مسؤول اميركي، كبير. اذ قال: "لست في صدد الاشارة الى اننا سنتخلى عن هذا الملف لكنه دائماً خيار قائم". وأشار الى ان روس الذي عاد الى واشنطن امس سيرفع تقريراً الى الرئيس بيل كلينتون ووزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت وبعدها "سنتبين ما هي خطوتنا التالية". ولاحظ "عدم حصول تقدم منذ سنة" على مختلف مسارات العملية السلمية التي فصلها كالآتي: المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين والمفاوضات بين اسرائيل وسورية أو لبنان والمحادثات المتعددة الأطراف بين اسرائيل والدول العربية والتعاون الاقتصادي بين الاسرائيليين والعرب. ورفض الدخول في تفاصيل نتائج مهمة روس قبل ان يقدم هذا الاخير تقريره الى وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت والى الرئيس كلينتون. وكان روس عقد لقاء اخيراً طويلاً مع رئيس الوزراء الاسرائيلي نتانياهو لإقناعه بخطة اميركية للانسحاب من 13 في المئة من الضفة الغربية. وقال التلفزيون الاسرائيلي ان نتانياهو رفض خلال الاجتماع هذا الاقتراح ولم يقدم من جهته أي أرقام حول حجم الانسحاب الذي تريده اسرائيل. وعقد روس منذ بدء مهمته الأخيرة الجمعة الماضي سلسلة من المحادثات مع نتانياهو والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من أجل إحياء عملية السلام المجمدة منذ أكثر من عام. وأضاف روبن انه اذا استمر المأزق "هناك امكانية" في ان تعلن أولبرايت المقترحات الاميركية للتسوية، وهذا يعني ممارسة ضغط على اسرائيل. لكنه لمح الى ان هذه المبادرة ليست وشيكة، واشار الى ان اولبرايت "لم تتخذ قراراً بذلك" حتى الآن. وأوضح: "أنجزنا تقريباً إعداد مقترحاتنا ... لتقريب مواقف" اسرائيل والفلسطينيين. وتحاول الحكومة الاسرائيلية منع واشنطن من احراجها عبر طرح هذه المقترحات، خصوصاً انسحاب الجيش الاسرائيلي من الضفة الغربية. من جهة اخرى قلل رئيس الوزراء الاسرائيلي امس الثلثاء من أهمية فشل مهمة الموفد الاميركي. وأعلن ديفيد بار ايلان الناطق باسم رئيس الوزراء لوكالة "فرانس برس" ان "محادثات روس انتهت مع بعض التفاؤل وانه لا داعي للتحدث عن أزمة بين اسرائيل والولاياتالمتحدة". وأشار بار ايلان الى انه لم يتم التطرق الى مسألة تحديد مدى الانسحاب الاسرائيلي من الضفة الغربية الذي تأخر اشهراً عدة. وتقول وسائل الاعلام الاسرائيلية ان الاميركيين يقترحون انسحاباً من 13.1 في المئة من الضفة الغربية تضاف الى 27 في المئة تسيطر عليها السلطة الفلسطينية جزئياً، أو كلياً. واقترح نتانياهو انسحاباً من 9 في المئة مرفقاً بشروط عدة، في حين يطالب الفلسطينيون بپ30 في المئة من الضفة الغربية. وأضاف بار ايلان ان "المحادثات لم تتطرق الى نسب مئوية بل الى مبادئ، خصوصاً ما يجب على الفلسطينيين احترامه لأننا نرفض بدء عملية إعادة انتشار مقابل وعود غير جدية". وأكد ان روس قد يقوم بمهمة جديدة "لإنهاء العمل الذي بدأه". وحذر الولاياتالمتحدة من "اقتراح مبادرة سلام على شكل إنذار لأن ذلك سيؤدي الى تفجير العملية السلمية". وفي غزة، حمل وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني نبيل شعث امس رئيس الوزراء الاسرائيلي مسؤولية افشال مهمة روس. وقال شعث في تصريح لپ"فرانس برس" ان الهدف الرئيسي لنتانياهو من خلال الافكار التي طرحها في الاجتماعات مع روس كان "منع الاميركيين من التقدم بمبادرة وهو ما أدى الى افشال مهمة روس". ووجه المسؤول الفلسطيني انتقادات ضمنية للموفد الاميركي حين قال: "اذا كان روس يتوقع ان يستجيب نتانياهو للأفكار الاميركية من دون قيام الولاياتالمتحدة بممارسة ضغوط عليه فهو مخطئ". وذكر شعث ان الموقف الفلسطيني الذي أبلغ الى روس خلال الاجتماعات هو "ضرورة ان تتقدم الادارة الاميركية بمبادرة تستند الى الاتفاقات الموقعة وان تتخذ الخطوات اللازمة التي تكفل تنفيذها". وأوضح "ان بعض الافكار التي حملها روس كانت بعيدة عن الاتفاقات الموقعة". ولم يعط أي ايضاحات اضافية. واعتبر شعث ان بعض "التلميحات" التي صدرت عن مسؤولين اميركيين بإمكانية التخلي عن الاستمرار في الجهود الاميركية لإنقاذ المفاوضات المتعثرة تهدف الى "الضغط على الفلسطينيين الذين يتعاملون بإيجابية مع الجهود الاميركية وليس على الطرف المعطل لها وهو حكومة اسرائيل".