دمشق، القدسالمحتلة - "الحياة"، أ ف ب - كررت دمشق أمس ان اعلان اسرائيل الاستعداد لتنفيذ القرار الدولي الرقم 425 "مناورة" و"محاولة لذر الرماد في العيون"، فيما توقع وزير الدفاع الاسرائيلي اسحق موردخاي ان تواجه الدولة العبرية المشكلة اللبنانية لمدة طويلة. وقال الأمين العام المساعد لحزب البعث الحاكم في سورية السيد عبدالله الأحمر في خطاب ألقاه نيابة عن الرئيس حافظ الأسد امس "ان طروحات اسرائيل الأخيرة ليست شيئاً جديداً في جوهرها وانما مناورة في اطار جديد بعد فشل المناورات السابقة ومحاولة للتضليل وذر الرماد في العيون". وأضاف الأحمر الذي يتحدث لمناسبة الذكرى الپ35 لحركة الثامن من آذار مارس التي حملت البعث الى السلطة "ان القرار 425 واضح وتطبيقه لا يتطلب أي قيود أو شروط أو ترتيبات أو مفاوضات. وليس من المعقول ان يطلب أحد من لبنان السماح لاسرائيل بالدخول من النافذة بعد خروجها من الباب"، متسائلاًَ: "كيف يظن الاسرائيليون ان لبنان الذي اسقط اتفاق 17 آيار مايو في وقت كان ممزقاً وكانت الحرب الأهلية تهدد كيانه سيوافق على اتفاق 17 آيار جديد وهو الآن أكثر وحدة واستقراراً، وتخلص من الحرب الأهلية بصورة كاملة". واعرب عن اعتقاده بأن لبنان "ليس مضطراً للرضوخ لعدوانية اسرائيل واملاءاتها وهو قوي بشرعيته ووحدته واستقراره وتوجهه نحو البناء كما هو قوي بمقاومته الوطنية التي تلقن المحتلين كل يوم درساً جديداً لعلهم يتيقنون أخيراً من حتمية انتصار الشعب المقاوم". وبعدما شدد المسؤول السوري، أمام عدد من كبار المسؤولين والديبلوماسيين، على "تلازم المسارين السوري واللبناني، وعلى ان السلام العادل الشامل لا يتحقق إلا بعد انسحاب اسرائيل من جنوبلبنان وبقاعه الغربي ومن الجولان العربي السوري" المحتل منذ 1967، جدد استعداد بلاده لپ"استئناف المفاوضات من حيث توقفت كي تعود عملية السلام الى مجراها وتحقق أهدافها". في مقابل ذلك أبلغ وزير الدفاع الاسرائىلي القناة الثانية للتلفزيون الاسرائيلي: "يجب ألا تكون لدينا أي أوهام. سنبقى نواجه مدة طويلة المشكلة اللبنانية". وقال موردخاي الذي يزور حالياً باريس حيث التقى نظيره الفرنسي آلان ريشار ووزير الخارجية هوبير فيدرين "آمل بأن تؤدي هذه المحادثات مع الفرنسيين الى دفع الأمور الى أمام. لدي انطباع بأن المسؤولين الفرنسيين كانوا مهتمين بتفسيرنا لقرار مجلس الأمن 425". وأضاف: "سيتابع المسؤولون الفرنسيون رد فعل الطرف الآخر، وسيقررون بعدها ما اذا كانوا سيتدخلون أم لا" في البحث عن حل في جنوبلبنان، مكرراً رفض فكرة الانسحاب من جانب واحد من الجنوباللبناني.