عادت الى واجهة الاحداث قضية التفجيرات التي شهدتها فرنسا صيف العام 1995 وتبنتها "الجماعة الاسلامية المسلحة" الجزائرية. وجاءت عملية الدهم التي قامت بها الشرطة البلجيكية يومي الخميس والجمعة الماضيين في بروكسيل وأسفرت عن اعتقال عدد من "المتطرفين" الجزائريين بينهم شخص يُشتبه في تورطه في تفجيرات فرنسا، بعد أيام من الاحكام التي اصدرتها محكمة باريس على افراد في "شبكة دعم" لپ"الجماعة" احدهم علي توشنت المعروف بپ"طارق" الذي يُوصف بأنه كان "منسق" عمليات التفجير. واللافت ان الحكم الذي صدر غيابياً على "طارق" السجن عشر سنوات تزامن مع اعلان الشرطة الجزائرية انها قتلته، قبل نحو سنة، لكنها تمكنت الآن فقط من تحديد هويته. راجع ص18 فمن هو "طارق" الذي "شغل"، منذ العام 1993، اجهزة الأمن الفرنسية والأوروبية، وانقطعت اخباره تماماً منذ حملة التفجيرات الفرنسية صيف 1995؟ التقت "الحياة" في دولة اوروبية احد الجزائريين الذين حاول "طارق" تجنيدهم ضمن شبكات دعم "الجماعة" في فرنسا. ويروي هذا الشاب، الذي طلب عدم ذكر اسمه لأسباب امنية، تفاصيل لقاءاته مع "طارق"، والنشاطات التي كان الاخير يقوم بها في فرنسا لپ"دعم المجاهدين". كذلك يتحدث عن "التحول" الذي طرأ على افكار "طارق" في فرنسا وانتقاله من تأييد الجبهة الاسلامية للانقاذ الى تأييد "الجماعة الاسلامية المسلحة". ويشير ايضاً الى اتصالات كان يجريها مع ضابط في الاستخبارات الجزائرية في باريس يدعى محمود سوامس المعروف بپ"حبيب"، وعن "ملف" سلّمه اياه ويتضمن معلومات عن شخصيات جزائرية ذات اتجاه علماني تزور باريس، وكذلك عن ضباط جزائريين يزورون فرنسا. وقدم معلومات عن "شبكات الدعم" التي جندها توشنت في عدد من المدن الفرنسية وصدرت احكام بالسجن على افرادها منتصف الشهر الماضي. ويؤكد المصدر نفسه ان توشنت عاد الى الجزائر بعد تفجيرات فرنسا واغتيال الشيخ عبدالباقي صحراوي، احد مؤسسي "الانقاذ"، في مسجده في باريس، وانه كان يتردد على منزل اهله وزوجته في منطقة شوفالييه في العاصمة الجزائرية. ونشرت الصحف الجزائرية في 14 شباط فبراير الماضي بياناً لأجهزة الأمن تُعلن فيه انها تمكنت من تحديد هوية "ارهابيين" قتلتهما في معركة في فندق في شارع طنجة في العاصمة في 23 ايار مايو 1997، اي قبل تسعة اشهر، وان احدهما هو "طارق" فيما الآخر يدعى عزيزة بلال الذي قالت الشرطة انه ينتمي الى "الجبهة الاسلامية للجهاد المسلح" الفدا، وهي جماعة مسلحة تُوصف بأنها الذراع العسكرية لتيار "الجزأرة". وقالت مصادر قضائية فرنسية لپ"الحياة" ان توشنت يُعتبر بالفعل احد منسقي عمليات التفجير وانه عثر على بصماته في اماكن التفجيرات التي بدأت في تموز يوليو 1995 بالانفجار الذي استهدف محطة مترو سان ميشال في باريس. كذلك حاورت "الحياة" مصادر جزائرية فأكدت ان سوامس، الذي توفي قبل فترة من جراء مرض كان يعاني منه، كان يعمل في السفارة في باريس لكنه لم "يُجنّد" توشنت لمصلحة الاستخبارات الجزائرية. وقالت ان سوامس كان يعمل بجد للوصول الى "طارق" بهدف تقديمه الى العدالة. كذلك شرحت سبب تأخر الشرطة في تحديد هوية "طارق" على رغم مرور فترة طويلة على قتله.