أفادت أنباء صحافية بريطانية أمس ان متشددين إسلاميين خططوا للقيام بتفجيرات خلال نهائيات كأس العالم المقرر ان تبدأ في في فرنسا في حزيران يونيو المقبل. وأوردت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية الاسبوعية ان أجهزة الامن البلجيكية عثرت على كتيبات عن كأس العالم وكميات كبيرة من المتفجرات السائلة خلال عمليات دهم هذا الشهر ضد منازل في بروكسيل انتهت باطلاق نار واعتقال سبعة اشخاص يُفترض انهم من الناشطين الاسلاميين. وتتشابه معلومات الصحيفة مع معلومات كانت صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية اوردتها قبل أيام عن المواد التي صادرتها الشرطة خلال عمليات الدهم في بروكسيل في الخامس من آذار مارس الجاري. ونقلت "صنداي تايمز" عن رايموند كندال، مدير جهاز الشرطة الدولية انتربول، ان المعتقلين ينتمون على ما يبدو الى "جماعة دعم" تتولى تدبير جوازات سفر مزورة واسلحة واموال، وليس الى "وحدة عملانية ناشطة". وأضاف كندال بريطاني: "من الواضح جداً اننا في حاجة الى ان نكون يقظين. إن اي عملية ناجحة للشرطة سيكون لها تأثير معرقل للقنوات التي اوجدتها الشبكة. ولكن لا نستطيع ابداً افتراض ان هذه الشبكات لا يمكن ان تعيد تشكيل نفسها في شكل آخر". وأضافت الصحيفة ان مصادر أمنية تعتقد ان التهديد لمباريات كأس العالم لا يزال قائماً. ومن بين المعتقلين في عملية بروكسيل الفرنسي الجزائري الاصل فريد ملوك 33 عاماً الذي أصدرت محكمة فرنسية في 18 شباط فبراير الماضي حكماً غيابياً بسجنه سبع سنوات لادانته بالتورط في سلسلة التفجيرات التي شهدتها فرنسا صيف 1995. وأضافت ان ملوك والمعتقلين الآخرين يُعتقد انهم ينتمون الى جماعة منشقة عن "الجماعة الاسلامية المسلحة" الجزائرية. وتابعت ان الشرطة الفرنسية تعتقد ان "العقول" وراء هذه الجماعة المنشقة تختبئ عند مؤيدين لهذه الجماعة في شمال لندن حيث تعيش جالية جزائرية كبيرة. واشارت الصحيفة الى ان ضباطاً في الشرطة والاستخبارات من سبع دولة اوروبية أبلغوا الاسبوع الماضي النتائج التي توصل اليها المحققون البلجيكيون. وأضافت انه طُلب من "الفرع الخاص" في اسكوتلنديارد وجهاز الاستخبارات البريطاني "أم. آي. 5" أن يحققا في صلات تربط لاجئين جزائريين في لندن ب "الجماعة الاسلامية المسلحة". ونسبت "صنداي تايمز" الى كريستيان فالكينير، القاضي البلجيكي الذي يقود التحقيق في قضية شبكة بروكسيل: "لست في حاجة الى ان تكون خبيراً في الارهاب لتعرف ان عدداً كبيراً من الاشخاص سيتجمعون في مناسبة كأس العالم ... انها فرصة جيدة لاي شخص يريد ان يهاجم فرنسا". وذكرت الصحيفة ان الشرطة عثرت في عمليات الدهم في بروكسيل على حاوية تحوي متفجرات مخفية في كيس يضم اشرطة فيديو، وكذلك على مادة الزئبق التي تستخدم أحياناً في اجهزة تفجير موقوتة مثل الحقائب المفخخة. وتابعت ان الشرطة صادرت ايضاً خمسة صواعق تفجير، ورشاش "كلاشنيكوف" وما يوازي قيمته 16 الف دورلار أميركي من العملات النقدية. ونقلت الصحيفة عن رولان جاكار، الخبير الفرنسي في الارهاب، ان المشتبه فيهم في عملية بروكسيل ينتمون الى فصيل حسان حطاب الذي يقود جماعة منشقة عن "الجماعة المسلحة" الجزائرية، وان السلطات الفرنسية مقتنعة أن مناسبة كأس العالم تشكل فرصة للجماعات الاسلامية التي تريد تنفيذ هجمات في فرنسا. ويرأس حطاب "الجماعة المسلحة" في "المنطقة الثانية" المناطق التي تقع الى الشرق من العاصمة الجزائرية. وتقول بيانات هذا الفصيل التي تتلقى "الحياة" باستمرار نسخاً منها ان عملياته تستهدف قوات الامن الجزائرية وتتفادى المدنيين. ولم يشر أيّ من هذه البيانات الى فرنسا واحتمال قيامه بعمليات ضدها. وكان "الامير" السابق ل "الجماعة المسلحة" جمال زيتوني قُتل في صيف 1996 أعلن تبني جماعته عمليات التفجير في فرنسا صيف 1995 مما ادى الى مقتل سبعة أشخاص وجرح 180 آخرين. وأوردت وكالة "رويترز" ان ممثلين للادعاء في بلجيكا قالوا في وقت سابق من هذا الشهر انهم يحققون لمعرفة ما اذا كان متشددون اسلاميون جزائريون يخططون لشن هجوم بقنبلة اثناء كأس العالم. وأضافت ان مصدراً من مكتب النائب العام في بروكسيل قال أمس الاحد انه ليس هناك ما يؤكد ذلك و"ليست لدينا معلومات بخصوص هذا الامر"، موضحاً ان التحقيقات مستمرة. وكانت صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية اوردت قبل ايام انه تم العثور على ادوات تفجير ومواد كيماوية ووثائق تشير الى نهائيات كأس العالم كهدف محتمل في منزل وسط بروكسيل حيث اعتقل السبعة الذين ينفون انتماءهم الى "الجماعة الاسلامية المسلحة". ووجه الادعاء اليهم تهمة تشكيل "تنظيم جنائي".