تلتقي وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت اليوم نظيرها الفرنسي هوبير فيدرين في الخارجية الفرنسية. وقال مصدر ديبلوماسي لپ"الحياة" ان سؤالاً سيطرح على الوزيرة هو كيف تتصور الادارة الاميركية مستقبل العقوبات على العراق اذا نفذ في شكل امين الاتفاق الذي وقعه مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان بالنسبة الى التفتيش عن الاسلحة البيولوجية والكيماوية. وأكد المصدر ان الرئيس جاك شيراك كان نبه في رسالته الى الرئيس صدام حسين التي سلّمها الأمين العام للخارجية الفرنسية برتران دوفورك، الى ضرورة تطبيق الاتفاق بحذافيره خصوصاً ان "بعضهم ينتظر الاخطاء العراقية". وذكر المصدر ان الرسالة حضت العراق على تطبيق الاتفاق للدخول في مرحلة جديدة، هي نهاية عمل اللجنة الخاصة المكلفة نزع اسلحة الدمار الشامل ورفع الحظر الدولي وهو مسار متوسط المدى تتمنى فرنسا ان يكون في أسرع وقت.وأكد ان لدى فرنسا انطباعاً بأن الرئيس العراقي سينفذ الاتفاق، خصوصاً ان انان كسب ثقته وهو مدرك ان الأمين العام التزم صدقيته وصدقية منصبه، وان كل اختراق لهذا الاتفاق من الجانب العراقي يعطي حججاً لمن يريد الاساءة الى انان. وأضاف المصدر ان الجانب العراقي اكد للجانب الفرنسي التزامه فتح كل المواقع للتفتيش. وقال ان الرئيس الفرنسي ورئيس حكومته ليونيل جوسبان ووزير خارجيته متفقون على اهمية تكثيف الحوار بين البلدين بانتظار عودة العلاقات الديبلوماسية، لأن فرنسا تعتبر ان الحوار مع العراق مفيد لاخراج السلطات العراقية من عزلتها، وفي اطار هذا الحوار قرر صدام ارسال نائب رئيس الوزراء طارق عزيز الى باريس قريباً لينقل رسالة جوابية الى شيراك. وزاد المصدر ان الرئيس العراقي مقتنع بأن الرأي العام العربي يؤيده، مشيراً الى ان صدام يخطئ في هذا التقدير، لكنه مقتنع بضرورة "التوازن" في الالتزامات، اي ان تضمن سيادة العراق وكرامته. وختم المصدر انه في حال نفذ العراق كل التزاماته الواردة في الاتفاق يجب ان تأتي فترة يتم فيها الاعتراف علناً بأن الجزء الاكبر من اسلحة الدمار الشامل العراقية دمّر، وبعدها تأتي فترة المراقبة المستمرة مع رفع الحظر الدولي.