مدريد - أ ف ب، رويترز - غادر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بون الى اوسلو، بعد محادثات اجراها مع المستشار الالماني هلموت كول الذي دعاه الى "ضرورة تحقيق تقدم ايجابي وجوهري في القضايا الرئيسية العالقة في عملية السلام، مثل الأمن والنشاط الاستيطاني وتنفيذ عمليات اعادة الانتشار الاسرائيلي في الضفة الغربية". وصرح ناطق باسم الحكومة الالمانية بعد الاجتماع في مقر المستشارية بعد ظهر امس ان كول "أظهر تفهماً كبيراً لرغبة اسرائيل في السلام والأمن، لكنه أعرب ايضاً عن قلقه المتزايد بسبب الجمود الذي يلف عملية السلام". وأضاف ان كول دعا الحكومة الاسرائيلية والقيادة الفلسطينية "الى التمسك بعملية السلام التي انطلقت من اوسلو واستغلال كل فرصة للحوار ولإحداث تقدم". كما شدد كول على "ضرورة إحداث تقدم ايجابي وجوهري في مجالات رئيسية مثل الأمن والنشاط الاستيطاني وسحب القوات الاسرائيلية". وكان نتانياهو وصل قبل الظهر الى بون من مدرىد حيث بدأ جولة أوروبية تشمل أيضاً أوسلو ولندن. وصرح نتانياهو في مدريد انه ووزير الخارجية الاسباني ابيل ماتوتيس بحثا في امكان اجراء محادثات جديدة في عملية السلام في مدريد عندما التقيا لمناقشة سبل استئناف عملية السلام المتوقفة. غير ان مصدراً في الحكومة الاسبانية قال ان نتانياهو هو الذي بادر باستطلاع رأي ماتوتيس في المسألة. وقال له ان اسرائيل "ستكون مهتمة جدياً" لو عرضت اسبانيا استضافة المفاوضات. واعتبر نتانياهو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاسباني خوسيه ماريا أزنار أن "أوروبا يمكن ان تقوم بثلاثة أمور: مساعدة الفلسطينيين اقتصادياً من خلال المشاركة خصوصاً في اقامة بنى تحتية، والمشاركة في اعادة اطلاق المفاوضات المتعددة الاطراف" بين العرب والاسرائيليين و"في مفاوضات الوضع الدائم للأراضي" الفلسطينية. ولاحظ ان "أوروبا تقيم علاقات جيدة مع الاسرائيليين والعرب على السواء وتملك خبرة كبيرة في الشرق الأوسط". وقال مداعباً: "لو لم يكن الأمر على هذا النحو، لما كنت هنا"، مشيراً صراحة الى مقابلة معه نشرتها صباحاً صحيفة "البايس" ونسبت اليه فيها قوله ان الأوروبيين "لا يعرفون شيئاً في الشرق الأوسط ...، واشنطن هي وحدها التي تفهمنا". ولم يستبعد نتانياهو صراحة فكرة عقد مؤتمر دولي جديد على غرار ذاك الذي استضافته مدريد في 1991 وشكل الانطلاقة لعملية السلام في الشرق الأوسط. وقال نتانياهو في هذا الصدد: "في مدريد أو غزة أو أي مكان آخر، المهم أن يعاد اطلاق العملية". والتقى نتانياهو، الى أزنار، كلاً من الملك خوان كارلوس ووزير الخارجية أبيل ماتوتس وزعيم المعارضة الاشتراكية خواكين المونيا. من جهة أخرى، قال نتانياهو للتلفزيون الاسرائيلي في مدريد: "وجهت أخيراً دعوة الى الرئيس ياسر عرفات للقائه لكني لا أعرف كيف سيتلقى" هذه الدعوة.