مدريد - أ ف ب، رويتر - صرح الرئيس ياسر عرفات عقب لقائه زعماء المعارضة الاسبانية أمس بأن الأزمة العراقية تساهم في الجمود الذي يعترض عملية السلام في الشرق الأوسط. وأضاف: "نأمل بأن يتم حل الأزمة سريعاً وسلمياً حتى نستطيع الخوض في عمق القضية الحقىقية في الشرق الأوسط: محادثات السلام بين العرب والاسرائيليين". والتقى عرفات أمس زعيم المعارضة الاشتراكية جواكيم المونيا ورئيس الوزراء الاشتراكي السابق فيليبي غونزاليس وزعيم ائتلاف اليسار المتحد خوليا انغويتا. وقال المونيا: "عرفات يعتقد ان التوتر القائم واحتمال ضرب العراق … يفاقم من الجمود في عملية السلام". مشيراً الى ان عرفات "رسم صورة قاتمة جداً" للوضع في عملية السلام. وأضاف: "قال عرفات ان من المستحيل ابقاء الوضع على حاله فإن لم تتقدم عملية السلام … فإن الوضع سيتدهور". وحمل غونزاليس اسرائيل مسؤولية الجمود، قائلاً: "اعتقد ان اسرائيل بالتأكيد مسؤولة عن ذلك الجمود في عملية السلام. لكن علينا ان نبذل كل ما في وسعنا في العثور على طريقة لدفع عملية السلام". والتقى عرفات أيضاً رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا ازنار قبل ان يغادر اسبانيا متوجهاً الى هولندا. وكان عرفات التقى أول من أمس وزير الخارجية الاسباني ابيل ماتوتيس، وصرح عقب اللقاء بقوله: "نحن ننتظر شيئاً مهماً من الاتحاد الأوروبي لأن أوروبا تقع عليها مسؤولية سياسية وأخلاقية أساسية كي يسود السلام في الشرق الأوسط ولديها قوة كبيرة لفرض هذا السلام". وأوضح الرئيس الفلسطيني: "لا نستطيع ان ننسى ان عملية السلام بدأت هنا في مدريد حيث وجدت صيغة السلام مقابل الأرض". وأضاف: "يجب ان نذكر ان 70 في المئة من الاقتصاد الاسرائيلي يتوقف على أوروبا. كيف توافق اسرائيل على ان تلعب الورقة الاقتصادية وترفض الورقة السياسية" لعملية السلام. وتابع: "ان مسيرة السلام تجمدت وشلت بسبب موقف الحكومة الاسرائيلية التي لا تحترم بشكل أمين ومحدد كل ما تم توقيعه في البيت الأبيض" عام 1993. وصرح ماتوتيس بأن اسبانيا والفلسطينيين "تتوافق آراؤهما بالنسبة الى ضرورات تحريك عملية السلام التي تشهد صعوبات جمة". وقال في حديث مع المحطة الأولى في التلفزيون الاسباني أمس: "ليس من العدل أو المقبول إبعاد الاتحاد الأوروبي عن عملية السلام"، مذكراً بأهمية قيام الدول الأوروبية باستثمارات في الشرق الأوسط، خصوصاً في الأراضي الفلسطينية. وأضاف: "من الضروري أن يكون الاتحاد الأوروبي موجوداً في عملية السلام. وهذا بالتحديد ما طلبه عرفات وما سيطلبه مجدداً من رئيس الوزراء الاسباني". وأسف ماتوتيس لغياب "الإرادة لدى الاتحاد الأوروبي لاعتماد سياسة خارجية موحدة"، مضيفاً: "في كل مرة يتم فيها تحديد هذه السياسة يعلن بلد أنه غير موافق ويضع فيتو عليها". وقال إن هذا النقص في الإرادة يمنع الاتحاد الأوروبي من أن "يكون أكثر فاعلية". وأضاف: "يوصف الاتحاد الأوروبي بأنه عملاق اقتصادي لكنه قزم سياسي على الساحة الدولية". ورأى ماتوتيس على صعيد آخر ان الأزمة العراقية عقدت الوضع فيء الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن "إزالة الأسلحة الكيميائية والبيولوجية" التي يملكها هذا البلد "أمر أساسي بالنسبة إلى الأمن الدولي والسلام". لكن وزير الخارجية الاسباني لفت إلى ان "الحزم ذاته" لا يستخدم ضد إسرائيل لحملها على احترام القرارات الدولية. وقال: "من الضروري أن يتم احترام كل الاتفاقات الموقعة، على غرار اتفاقات أوسلو، مع جداول زمنية وضمن المهل المحددة، حتى وان تعين ان تضاف إليها عناصر خاصة بالأمن وملاحق أخرى يمكن ان تكون مطالب مشروعة من الأطراف المعنية".