سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تراجع سعري سهمي الشركتين لحقه انخفاض اسعار اسهم اخرى . الاسواق تتوقع تباطؤ النمو على الكومبيوترات الشخصية وموتورولا بعد انتل تحذّر من احتمال تراجع مبيعاتها
انهت سوق نيويورك يوماً عصيباً الخميس بعدما كشفت شركة انتل العملاقة ان عائداتها خلال الفصل الاول من السنة المالية الجارية ستكون اقل من تلك التي حققتها في الفصل نفسه من العام الماضي. وخسر مؤشر داو جونز الذي يتابع حظوظ الشركات الاميركية الثلاثين الاكبر 133 نقطة في احدى مراحل التعامل لكنه تمكن في النهاية من تقليص خسائره التي استقرت على 91.94 نقطة او نحو 1.1 في المئة مستقراً بذلك على 33.8444 نقطة. وكانت الشركة الاميركية التي تصنع معالجات الكومبيوترات الشخصية قالت للمحللين الماليين ان ارباحها في الفصل الاول من السنة المالية الجارية ستكون ادنى من التوقعات نتيجة تباطؤ نمو مبيعاتها من المعالجات التي تعتبر قلب الكومبيوترات الشخصية التي تقلد الكومبيوتر الشخصي الذي ابتدعته "آي.بي.ام" في مطلع الثمانينات. وتدهور سعر سهم انتل بنسبة 11 في المئة بعد الانذار وهبطت في اثر ذلك اسعار اسهم الشركات التي تنشط في تقنية المعلومات نظرا الى ان انتل هي المؤشر العام الذي يدل على صحة هذا القطاع المهم من النشاط الاقتصادي الا ان مؤشر داو جونز لم ينه التعامل بكارثة اذ خسر فقط 59.45 نقطة وانهى سعر سهم الشركة التعامل على معدل 09.75 دولار مما يعني انه فقد منذ 28 كانون الثاني يناير الماضي اكثر من 25 في المئة من قيمته اذ كان سعره آنذاك 102 دولار. وكانت انتل كشفت في تشرين الاول اكتوبر الماضي ارتفاع ارباحها بنسبة 20 في المئة مقارنة بالارباح في الفصل نفسه من السنة المالية قبلها، الا انها كانت حذرت آنذاك ايضاً من ان الارباح يمكن ان تتأثر نتيجة ضعف نمو الطلب على انواع معينة من الشرائح التي تصنعها. وقالت الشركة ان ارباحها بلغت في الربع الواقع بين تموز وايلول يوليو وسبتمبر 57.1 بليون دولار مقارنة مع 31.1 بليون دولار، كما ارتفعت المبيعات بنسبة 20 في المئة ايضاً الى 2.6 بليون دولار من 1.5 بليون دولار. وقالت انتل في بيان صحافي اصدرته الاربعاء الماضي ان مبيعاتها ستكون في الفصل الاول من السنة المالية الجارية اقل بنسبة عشرة في المئة من تلك التي تحققت في الفصل نفسه من السنة المالية الماضية، أي انه سيكون بحدود 9.5 بليون دولار لكنها لم تشر الى مستوى الارباح التي كانت في الفصل ذاته من السنة الماضية نحو 98.1 بليون دولار، كما لم تشر الى ارباح السهم الواحد التي كانت في العام الماضي 88 بنساً. وتضرر معظم اسهم الشركات التي تتعاطي مع صناعة تقنية المعلومات الخميس قبل ان توقف خسائرها في نهاية اليوم نفسه الا ان المحللين باتوا يخشون الان ان يكون ما اعلنته انتل مقدمة لقيام شركات كثيرة ناشطة في هذا الحقل الذي استمر ينمو في صورة صاروخية حتى بداية العام بالاعلان عن تراجع قيمة مبيعاتها وارباحها اذ خرجت شركة موتورولا العملاقة لتقول امس ان نتائجها لن تكون في المستوى المتوقع سابقاً علما ان هذه الشركة تصنع عدداً كبيراً من المعالجات اهمها باور بي سي كما تنتج كومبيوترات متوافقة مع ماكنتوش تطرحها باسم "ستارماكس". وتصنع انتل مجموعة كبيرة من الشرائح واللوحات المنطقية ومنتوجات اخرى من خلال شركات اقتنتها الا ان جهدها الاساسي ينصب على انتاج المعالجات الموجودة في الكومبيوترات الشخصية المتوافقة مع كومبيوترات "آي.بي.ام". وكان محللون قالوا ان حصة انتل تبلغ الان نحو 75 في المئة من سوق معالجات الكومبيوترات الشخصية فيما تحصد شركات تصنع معالجات متوافقة نحو عشرة في المئة من السوق. وتتألف المعالجات الاخرى 15 في المئة من معالجات باور بي سي التي تدخل في صناعة كومبيوترات ماكنتوش واخرى تصنعها ديجيتال ايكوبمنت ألفا وهذا معالج اشترته انتل في صفقة ابرمتها العام الماضي. ولعبت الازمة التي ضربت عدداً مهماً من دول جنوب شرق آسيا وشرق آسيا كوريا الجنوبية خصوصاً دورا مهماً في اضعاف الطلب على الكومبيوترات والمتممات، وهذا وضع يعاني منه عدد كبير من الشركات في كل انحاء العالم الا ان انتل تعاني خصوصاً من اشتداد المنافسة على المعالجات الاقل ثمناً وقوة ايضاً. ومن الشركات التي تصنع المعالجات المتوافقة مع معالجات انتل سايركس و"ادفانسد مايكرو ديفايسيز" AMD وكلاهما يقتطع حصة متزايدة من سوق الكومبيوترات التي يقل ثمنها عن ألف دولار في وقت تتابع فيه انتل تركيزها على طرح المعالجات السريعة. والى جانب مايكروسوفت تعتبر انتل من شركات قليلة جداً في العالم تحقق هامش ربح يعتبر من بين الافضل في اي صناعة، وكان هامش ربح الشركة في العام الماضي نحو 57 في المئة. ومن المتوقع ان يستمر انخفاض اسعار المعالجات والمتممات الاخرى التي تدخل في صناعة الكومبيوترات الشخصية مثل الشاشات والاقراص الثابتة وشرائح الذاكرة. ومن الملفت ان توقع انتل تراجع المبيعات جاء في وقت توقع فيه محللون لسوق تقنية المعلومات استمرار النمو القوي على الطلب الخاص بالكومبيوترات الشخصية المعتدلة الثمن. ويشار اخيراً الى ان انتل اعلنت اخيراً تطوير نوع من معالجات بنتيوم بسرعة داخلية تبلغ 333 ميغاهيرتز، ونقلنا سابقاً عن السيد نديم جارودي مدير تطوير الأعمال في شركة انتل الشرق الأوسط القول: "ستتاح للمستخدمين في قطاع الأعمال والمستخدمين العاديين قوة حوسبة مرئية جديدة، مع النظم المجهزة بمعالجة انتل الجديدة بنتيوم2... الذي يؤمّن القوة اللازمة"، وزاد بأن مستخدمي الكومبيوتر المنزلي سيستفيدون ايضاً من زيادة أداء المعالج في تشغيل العاب الكومبيوتر والتطبيقات التعليمية والترفيهية.