تجاهلت أسواق الأسهم التحذير الذي اطلقته شركة كومباك كومبيوتر بعيد اغلاق الاسواق الجمعة فتقلب بعضها وعاد بعضها الاخر فتحسن بعد انتكاسة مؤقتة وفتح سوق نيويورك مرتفعاً قبل ان يخسر بعض ارباحه في جلسات التعامل اللاحقة. وحذرت كومباك من ان مبيعاتها في الفصل الاول من العام الجاري ستكون مماثلة تقريباً لحجم مبيعاتها في الفصل نفسه من العام الماضي وسيكون وضع الارباح متوازناً، وارجعت هذه المشاكل الى اضطرارها الى تقليص اسعار كومبيوتراتها بسبب اشتداد حدة المنافسة. وسجل سعر سهم كومباك خسارة كبيرة في بداية تعامل امس زادت على ثلاثة دولارات فكان السعر بحدود 5.24 دولار علماً ان اعلى سعر سابق له كان نحو 39 دولاراً. وقال ايكهارد فايفر زعيم كومباك ان مبيعات الشركة في اميركا الشمالية عبر منافذ التسويق التجارية "لم تكن متوافقة مع توقعاتنا"، وزاد ان الشركة ستعمل على تنفيذ برنامج لخفض اسعار الكومبيوترات وزيادة حملات الترويج في الفصلين الاول والثاني لتقليص المخزون لدى المنافذ التجارية. وأشار فايفر الى ان توقعات الشركة ازاء مبيعاتها في الفصل الثاني من السنة "حذرة" فيما تستمر كومباك في تقييم المناخ التجاري وتقييم وضع السوق في اميركا الشمالية، وان الشركة تنوي توسيع اسواقها وزيادة حصتها في العام الجاري على رغم المنافسة المستمرة. وكومباك اكبر شركة في العالم تُعنى بصناعة الكومبيوترات الشخصية كما انها من اكبر الشركات التي تصنع الكومبيوترات الخادمة. وبلغت قيمة مبيعات الشركة في العام الماضي 6.24 بليون دولار وهي الخامسة في لائحة الشركات الناشطة في صناعة تقنية المعلومات. وجاء تحذير كومباك الثالث في ثلاثة ايام الاسبوع الماضي اطلقتها ثلاث من اكبر الشركات العاملة في قطاع تقنية المعلومات اولها شركة انتل العملاقة اكبر شركة تصنع المعالجات التي تدخل في تركيب الكومبيوترات الشخصية التي قالت ان عائداتها خلال الفصل الاول من السنة المالية الجارية ستكون اقل من تلك التي حققتها في الفصل نفسه من العام الماضي. وتدهور سعر سهم انتل بنسبة 11 في المئة بعد الانذار الذي جاء فيه ان قيمة المبيعات في الفصل الاول من السنة المالية الجارية يمكن ان تقل بنسبة 10 في المئة عن قيمة المبيعات المحققة في الفصل نفسه من السنة المالية الماضية، أي انه سيكون بحدود 9.5 بليون دولار. وما كادت العاصفة تهدأً حتى طلعت موتورولا بانذار مشابه قالت فيه ان مبيعاتها ستكون اقل من المتوقع، وما كادت اسواق الاسهم الاميركية تستوعب التحذيرين حتى طلعت كومباك بتحذير مماثل. والشركات الثلاث المُحذّرة من اكبر الشركات لذا يُعتقد ان شركات اخرى ناشطة في تقنية المعلومات ستحذو حذو الشركات الثلاث وتعلن قريباً عن تحقيق مبيعات وارباح دون المستوى المتوقع ذلك ان اداء الشركات الثلاث مؤشر على عافية سوق تقنية المعلومات كلها التي لا يبدو ان محللين كثيرين مطمئنون الى عافيتها بعد كل هذه التحذيرات. واوضح محللون يتابعون حظوظ صناعة تقنية المعلومات تحدثت اليهم "الحياة" ان تحذير كومباك مهم جداً اذ يمكن الا تزيد قيمة مبيعاتها في نهاية الربع الاول على 5 بلايين دولار في مقابل رقم متوقع كان بحدود ستة بلايين دولار، وربما كان هذا مؤشراً على ان كومباك لا تعاني فقط من تكدس مخزون كبير من كومبيوتراتها لدى منافذ البيع بل ايضاً من خسارة جزء من الاسواق لصالح شركات منافسة قوية مثل ديل. اما الاشارة الى ان وضع الارباح متوازن، فيعني ان الشركة لن تحقق ارباحاً تذكر في الفصل الاول. وابرمت كومباك في 27 كانون الثاني يناير الماضي صفقة لشراء شركة ديجيتال ايكوبمنت بمبلغ يصل الى 6.9 بليون دولار تعتبر الاكبر في صناعة التقنية وسيحصل حملة الاسهم في ديجيتال بموجب الاتفاق على 30 دولاراً نقداً واقل من سهم من كومباك لقاء كل سهم يملكونه مما يعني ان نصف قيمة ديجتيال ستكون اسهماً من كومباك، وهذا يعني ان المعادلة يمكن ان تتأثر اذا تابع سعر كومباك ضعفه.