فاجأت ابل المتعثرة كل المحللين تقريباً عندما كشفت تحقيق ارباح قيمتها 47 مليون دولار في الفصل الاول من سنتها المالية الذي انتهى في 26 كانون الاول ديسمبر الماضي. وتأتي هذه الارباح بعد نحو سنتين من الخسائر المتواصلة التي بلغت نحو بليوني دولار. وتُقارن ارباح الفصل مع خسائر قيمتها 120 مليون دولار في الفصل نفسه من السنة المالية السابقة الا ان قيمة مبيعاتها في الفصل الاول الماضي اقتصرت على 6.1 بليون دولار مقارنة مع 1.2 بليون دولار. والاول رقم قريب من قيمة مبيعات الفصل الرابع من السنة المالية الماضية لذا يبدو ان مبيعات ابل تتخذ نوعاً من الاستقرار. وقال ستيف جوبز الزعيم غير المتوج رسمياً لشركة ابل ان نتائج الفصل الاول تعكس الانضباط الموجه الذي تبنته الشركة، وان اعادة ابل الى الربحية هو الهدف الاول الذي وضعته الشركة نصب عينيها في العام الجاري. ويبدو ان ابل استفادت كثيراً من مجموعة من الكومبيوترات الجديدة G3 التي طرحتها اخيراً وهذه تضم معالجات سريعة لكنها تضم ايضاً ذاكرة خاصة اختارت لها ابل لها اسماً مؤسفاً هو: ذاكرة المؤخرات! وبرمجيات تؤدي الى تسريع عمل الكومبيوتر. واوضحت الشركة انها باعت 133 ألف كومبيوتر من G3 في الفترة بين العاشر من تشرين الثاني نوفمبر ونهاية العام بزيادة 53 ألف كومبيوتر عما قدرته الشركة، كما حققت تقدما في قطاع التعليم الذي تحظى فيه بحصة كبيرة ودعمت وضع منتوجاتها في منافذ التسويق. ولا شك في ان وراء هذا التحسن المفاجىء ستيف جوبز الذي تسلم مقادير ابل في تموز يوليو الماضي عملياً مع ان الشركة تقول انها لا تزال تبحث عن مدير تنفيذي يتولى الاشراف على الامور اليومية. ومن الخطوات التي اتخذها جوبز انهاء الخصام المشتعل دائماً مع مايكروسوفت وموافقة الاخيرة على استثمار 150 مليون دولار في اسهمها، الا انه اقدم على خطوة اثارت جدلاً وهي انهاء الاتفاقات التي ابرمتها ابل في عهد غلبرت اميلو، زعيمها السابق، ومنحت بموجبها شركات عدة موتورولا وباور كومبيوتنغ وغيرها تراخيص استخدام نظام تشغيل ماكنتوش في الكومبيوترات المتوافقة. ويُقال في اميركا ان الاصدار الثامن من نظام تشغيل ماكنتوش كان الاكثر رواجاً في الفصل الاخير من العام الماضي في سوق البرامج، الا ان الاصدار الاهم الذي يُنتظر ان تطرحه ابل في وقت ما من المستقبل هو رابسودي الذي سيستطيع ادارة الكومبيوترات المتوافقة مع "آي.بي.ام". ومن السابق لاوانه توقع استمرار ابل في تحقيق الربحية خلال الفصول الباقية من سنتها المالية الا ان اداءها الاخير رفع سعر سهمها في السوق الاميركية فبات امس قريباً جداً من 20 دولاراً في مقابل 12 دولاراً تقريباً في نهاية العام. س. غ