يبدو ان شركة باور كومبيوتنغ التي كانت قبل ثلاث سنوات من اسرع شركات الكومبيوتر نمواً في العالم صفّت نفسها وعرضت ما بقي عندها من موجودات في مزاد علني دعت اليه سريعاً لكن لا يُعرف بعد ماذا سيحل باسمها بعدما غيرت رأيها بخصوص بيع الكومبيوترات القائمة على معالجات انتل ونظام تشغيل مايكروسوفت اتحاد وينتل. وكانت ابل اعلنت في آب اغسطس الماضي انها لن تجدد تراخيص استخدام نظام تشغيل ماكنتوش لعدد من الشركات التي حصلت على هذه التراخيص ايام غلبرت اميليو كانون الاول/ ديسمبر 1994 وشمل هذا باور كومبيوتنغ وستار ماكس وهي ذراع موتورولا المتخصصة بصناعة الكومبيوترات المتوافقة مع ابل. وقالت ابل في تلك الفترة التي اعقبت مجيء ستيف جوبز الى السلطة خلفاً لغلبرت اميليو المطرود "انها لن تعطي اي شركة ترخيصاً لصناعة كومبيوترات باوربوك الصغيرة ولن تعطي اي ترخيص لأي شركة تعتمد مقياسا لصناعة الكومبيوترات معروفا باسم البيئة القياسية المشتركة للاجهزة وهو مقياس كانت ابل اتفقت عليه مع كل من "آي.بي.ام" وموتورولا بهدف تسهيل اضافة متممات الى ماكنتوش متوافرة للكومبيوترات الشخصية العاملة على انظمة تشغيل مايكروسوفت ومعالجات انتل". توقّف وكان من المفترض ان تتوقف باور كومبيوتنغ حصلت من ابل على 100 مليون دولار وسددت الأخيرة القيمة اسهماً ارتفع سعرها من ذلك الوقت كثيراً عن صناعة الكومبيوترات المتوافقة مع ابل آخر العام على ان تبدأ بيع كومبيوترات وينتل في مطلع هذا العام واشترت لهذا الغرض قطعة ارض بقيمة 28 مليون دولار وبدأت بناء مركز جديد لكنها اوقفت بناءه فجأة. وفي الوقت الذي كانت فيه ابل تتحمل خسائر بعد اخرى كانت باور كومبيوتنغ تحقق الارباح وكانت تتوقع وصول قيمة مبيعاتها من الكومبيوترات بنهاية العام الماضي الى 700 مليون دولار لولا قرار جوبز الذي اكتشف ان بائعي الكومبيوترات المتوافقة لم ينتجوا الكومبيوترات الرخيصة الثمن ولا غزوا اسواق الشركات بل ركزوا على الاسواق نفسها التي تتوجه اليها ابل. ويُفهم ان قرار اغلاق الشركة مبني على اساس ضرائبي اذ يُعتقد انها كانت ستدفع ضرائب على ما اخدته من ابل في نهاية السنة المالية، وللشركة موجودات وزعتها على حملة الاسهم وتستمر حالياً في توزيعها. ومن الضحايا الآخرين لقرار جوبز شركة ستار ماكس موتورولا التي قدمت مجموعة من الكومبيوترات الجيدة احدها مُستخدم لكتابة هذا الموجز وتحاول الآن بيع الشركة لأي مشتر مناسب بعدما اخفقت محادثات سابقة مع ابل في التوصل الى اتفاق في شأن ترخيص استخدام نظام التشغيل على المدى البعيد. ولقرار جوبز ما يبرره كما يبدو اذ كانت ديتا كويست الاميركية الناشطة في متابعة صناعة تقنية المعلومات قالت العام الماضي ان حصة الشركات التي تبيع كومبيوترات متوافقة مع ماكنتوش تسجل ارتفاعا متواصلا على حساب ابل، ففي الوقت الذي تراجع فيه عدد الكومبيوترات التي شحنتها ابل في 1996 بنسبة 38 في المئة مقارنة بالعدد المشحون في 1995 تمكن بائعو الكومبيوترات المتوافقة من رفع مبيعاتهم بنسبة 35 في المئة. وتوصلت ديتا كويست نتيجة تقديراتها الى ان مبيعات الشركات التي تصنع الكومبيوترات المتوافقة وعلى رأسها باور كومبيوتنغ وموتورولا الاميركيتين ستتقدم على مبيعات ابل في غضون عامين اذا استمرت المعدلات الراهنة للمبيعات ولكن لجوبز ان يرتاح الآن لأن هذا لن يحدث.