مقال ماجد أبو دياك "ديكتاتورية العلمانيين وديموقراطية الاسلاميين" "أفكار" في 28/1/1998 كعنوانه مليء بالتعميم الخاطئ والتعصب الحزبي الذي لا يخدم الحقيقة التي تتطلب الموضوعية والحيدة ولا ينور القارئ العربي الذي يحتاج الى وقائع موضوعية تفسر له تفسيراً موضوعياً بعيداً عن الروح الحزبية الدعائية التي لا تخدم أحداً، بما في ذلك الحزب الذي يدعو اليه بطبل وزمر. فالقارئ العربي رغم كل نواقصه تجاوز طور الانخداع بالشعارات والتعميمات التبجيلية وغدا يطلب من الكاتب ان يقدم له البراهين بدل الشعارات. مقال ماجد أبو دياك مكرس في الأصل للدفاع عن حزب الرفاه الذي حلته المحكمة الدستورية التركية مؤخراً، لكن سرعان ما دفع الحماس الكاتب الى نسيان الموضوع الأصلي ليهيم في الجزائر وفرنسا واسرائيل… الخ حتى ادانة الولاياتالمتحدة وأوروبا لحل حزب الرفاه. يأبى أبو دياك إلا ان يعتبرها مجرد خوف من "انفجار العنف الاسلامي" في تركيا. بمعنى انه لا يهمه الموقف الأميركي والأوروبي في حد ذاته المتفق مع الاسلاميين الأتراك بل يهمه أن يحاكم النوايا ويكشف عن خفاىا الصدور ليكتشف ان وراء الدفاع الأميركي والأوروبي عن الديموقراطية في تركيا ترقد… ديكتاتورية العلمانيين… المتوحشة. عجباً كيف تناسى أبو دياك سجل الأنظمة "الاسلامية" في ايران والسودان وأفغانستان المليء بالانتهاكات البشعة لأبسط مبادئ الديموقراطية ولأدنى حقوق الانسان وتقارير المنظمات الانسانية تطفح بهذه الانتهاكات المعروفة والتي لا تتطلب التذكير بها. يكفي ان نذكّر أبو دياك بواقعة وحيدة هي ان الأحزاب والجمعيات ممنوعة في هذه البلدان الثلاثة وان حقوق الانسان في التعبير والتفكير والحياة غير مضمونة بالمرة. ولكن ماجد أبو دياك لم يضرب لنا هذه البلدان الثلاثة مثلاً على… "ديموقراطية الاسلاميين". ربما لأنه هو نفسه مقتنع ببعدها عن الديموقراطية بعد الأرض عن السماء، بل ضرب لنا مثلاً بديموقراطية الاخوان المسلمين في مصر! نعم الاخوان المسلمون في مصر الذين ليس لهم برنامج أصلاً ولا يعقدون مؤتمرات لانتخاب قيادتهم ديموقراطياً كما تفعل جميع الأحزاب المصرية ويُعين المرشد العام للاخوان المسلمين بالبيعة من دون نقاش أو جدال. فالمرشد الحالي مصطفى مشهور تمت بيعته في المقبرة خلال تشييع جنازة المرشد السابق مما دفع شباب الاخوان المتعطشين لشيء من الديموقراطية ولتنظيم عصري الى الخروج من التنظيم وتشكيل حزب الوسط الذي ربما كان واعداً بدموقراطية عصرية في الوسط الاسلامي، والذي أرجو من كل قلبي ان تعترف به الحكومة المصرية لأنه ما زال يفتقر الى الاعتراف حتى الآن. وأخيراً أهمس في اذن الصديق ماجد أبو دياك قائلاً: يا أخي تواضع فمن ادّعى ما ليس فيه كذّبته شواهد الامتحان.