لئن حضرت التجربة الافريقية في مهرجانات سينمائية دولية، فإن طموح معهد الاستشراق الثقافي في عاصمة الشمال الايطالي، المشرف على تنظيم مهرجان الفيلم الافريقي، يتجاوز هذا الحضور الخجول. فبالاضافة الى تنكبّه لمهمة التعريف بجهود السينمائيين وحضّ المشاهد الايطالي على متابعتها، فهو يسعى الى جعل هذه المناسبة محطة للتفاهم واللقاء الثقافي والحضاري السنوي مع التجارب الآتية من القارة الافريقية. والعمل عبر دعوة لمؤسسات معنية بهذا الشأن، تعليمية وثقافية واعلامية، لايجاد المنافذ والطرق لتوزيع الفيلم الافريقي واتاحة الفرصة للعاملين في هذا الميدان الى اللقاء ومناقشة مشاكلهم الانتاجية. وشمل برنامج الدورة الثامنة خمس فقرات، الأولى منها هي فقرة "المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة" وأفردت لها جائزة خاصة. ومنها شريط "مكتوب" للمغربي نبيل عيوش الذي حاز على جائزتين في مهرجان القاهرة الأخير، وشريط مواطنه "نساء ونساء" لسعد شرايبي ويدور عن الصداقة والتضامن بين النساء. فيما تشترك ثلاثة أفلام باسم الجزائر: "طاق الصحراء" لمحمد شويخ عن حال حب في زمن تصاعد العنف الأصولي في بلده و"شجرة القدر" لرشيد بنحاج، الذي ساهم التلفزيون الايطالي بانتاجه، عن معنى الصداقة والحب بين المغرب وايطاليا و"عندما تتجمد الأرض" لمحمد سوداني عن الجالية السنغالية في ايطاليا. ويأتي "بنت من ميليا" آخر أعمال التونسي نوري بوزيد ليناقش قضية المرأة في بلده عبر قصص وحكايات ثلاث نساء. ويقدم المخرج المالي عبداللاي اسكوفار شريطه "فاروا، أم الكثبان" عن أم وبناتها الثلاث. ومثله شريط "كيني وادامز" للمخرج ادريسا أودراغو من بوركينا فاسو عن أخ يرتحل من اجل الحصول على علاج لأخته المريضة. ويلاحظ من خلال هذه الأفلام غلبة مفردات الصداقة والحب والمرأة، لكنها مفردات تلامس في جوهرها قضايا اجتماعية وسياسية تعيشها البلدان مصدر الأفلام. اما "فقرة الأفلام القصيرة" فستعرض هذه الدورة مجموعة منها فيلم "صابرية" للمخرج الموريتاني عبدالرحمن سيساكو و"ولد من دون جادلة تزحلق" للمخرج المغربي نورالدين لخماري، و"على الحافة" للنيجيري نيوتن ادواكا عن تعاطي المخدرات، و"الغروب" للمصري أحمد ماهر. وقد خصصت فقرة "الاستعادة" للسينما التونسية، اذ ستعرض نماذج منتقاة من هذه السينما أبرزها "سنجبان" للمخرج حمودة بن حيمة و"التقاطع" لمحمود بن محمود و"ريح السد" لنوري بوزيد. وستنفرد فقرة دراسية لمناقشة حال السينما التونسية وعنوانها "من الواقع اليومي الى العالمية، طموح السينما التونسية" وسيشترك فيها مجموعة من المخرجين والنقاد التونسيين. وكان من المفترض تكريم الناشطة السياسية والمغنية الجنوب افريقية ميريام ماكيبا لولا عدم حضورها، وعبر شريط "ماما" انجزته مواطنتها فيرونيك باتي دومبي.