بدا ان العلاقات المصرية - التركية تتجه الى فتح صفحة جديدة بعد الفتور الذي سادها نتيجة الاتفاق العسكري مع اسرائيل والذي انتقده المسؤولون المصريون بشدة، على رغم تأكيد تركيا انه ليس موجهاً ضد أحد ولا يشكل تحالفاً او محوراً في المنطقة. وسعياً الى تجاوز فتور العلاقات وبناء الثقة اتفق وزيرا الخارجية المصري السيد عمرو موسى والتركي اسماعيل جيم على تشكيل آلية مشتركة للتنسيق والتشاور على مستوى كبار المسؤولين ونائبي وزيري الخارجية تجتمع مرتين كل عام لتنقية الأجواء وإزالة الشوائب وسوء الفهم الذي ينشأ لدى البلدين. وأعلن الوزيران اتفاقهما على لقاءات دورية تجرى على الأقل مرة كل عام وكلما دعت الظروف الى ازالة سوء الفهم والاختلاف، كما قال موسى. وكان الرئيس حسني مبارك استقبل امس وزير الخارجية التركي، بعد محادثات الأخير مع رئيس الحكومة الدكتور كمال الجنزوري ووزير الخارجية. وتسلم مبارك رسالة من الرئيس التركي سليمان ديميريل تضمنت دعوته الى زيارة أنقرة. وقال جيم ان اللقاء تناول البحث في المواضيع التي تهم المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين. وعلى رغم سعي موسى وجيم الى تأكيد أهمية العلاقة بينهما إلا ان المؤتمر الصحافي الذي عُقد شهد جدلاً خصوصاً بالنسبة الى التعاون التركي - الاسرائيلي الذي استحوذ على غالبية المؤتمر. وقال موسى ان المحادثات تطرقت الى هذا الموضوع "واننا لا نتحدث عن السياق المعتاد في العلاقات لكننا نتحدث عما يسمى بالتحالف الاستراتيجي". وتساءل موسي: "ضد من هذا التحالف… ولماذا استراتيجي؟". فتدخل جيم قائلاً: "العلاقة مع اسرائيل ليست تحالفاً وهي علاقات عادية على غرار علاقات تركيا مع العديد من الدول العربية". وعقب موسى قائلاً: "ابلغني الوزير التركي ذلك وليس لدينا سبب ان نرفض ما يقوله، لكن مصر ستتابع التطورات بدقة شديدة ولا نريد ان نصدق وجود تحالف تركي - اسرائيلي على رغم تأكيد الطرف الاسرائيلي ذلك". وتناول جيم "مبادرة الجيرة" بقوله ان هذه المبادرة تقوم على أساس ان المنطقة تمر بظروف صعبة بسبب ما يجري في العراق، مشيراً الى ان اتفاق الأممالمتحدةوبغداد لن ينهي التوتر. فتدخل موسى قائلاً: "يجب عدم التقليل من أهمية الاتفاق الذي تم توقيعه في بغداد والذي يمكنه انهاء مشكلة العراق من دون الحاجة الى مبادرات من شأنها ان تؤدي الى حدوث استقطاب في المنطقة".