فشل جميع المرشحين في الانتخابات البرلمانية التكميلية في طهران في الفوز في الدورة الأولى بسبب عدم حصول أي منهم على الحد الادنى المطلوب من الاصوات. وقال مسؤول في وزارة الداخلية الايرانية لپ"الحياة" ان المرشحين "سيضطرون لخوض المنافسة في دورة ثانية الشهر المقبل". وأوضح ان سبعة في المئة فقط من الناخبين في طهران أدلوا بأصواتهم في الانتخابات ما يعادل 10 في المئة فقط من الذين اقترعوا في الانتخابات الرئاسية الاخيرة في العاصمة الايرانية التي تعتبر اهم الدوائر الانتخابية في البلاد وتحظى نتائجها عادة باهتمام الاوساط السياسية. وكانت دوائر طهران وأصفهان وسلماس وخمين شهدت انتخابات نيابية تكميلية على خمسة مقاعد في مجلس الشورى الاسلامي البرلمان اول من امس. وحقق المرشح حسن كامران القريب من اليمين المحافظ فوزاً صعباً في اصفهان امام المهندس علي مزروعي مرشح اليسار الاسلامي الراديكالي المؤيد للرئيس سيد محمد خاتمي. ورشح كامران نفسه بصفته مستقلاً ورفع شعارات قريبة من برنامج خاتمي في حملته الانتخابية وأعلن دعمه لخاتمي، لكن يسود اعتقاد بأنه سيكون جزءاً من الغالبية المحافظة في البرلمان. اما في سلماس شمال غرب البلاد ففاز المرشح قاسم مهرزاد صدقياني وفي خمين جنوب غربي البلاد، فاز سيد علي قريشي، وكلاهما من انصار خاتمي. ولوحظ ان نسبة المشاركة في عملية الاقتراع في الدوائر الأربع، خصوصاً في طهران كانت متدنية جداً، وتعد سابقة في تاريخ الانتخابات الايرانية منذ قيام نظام الجمهورية الاسلامية. وكان لإعلان جماعات سياسية وطالبية عدة عدم مشاركتها في الانتخابات تأثير كبير على الرأي العام الذي لم يبد اهتماماً بالعملية الانتخابية خصوصاً بعد اتخاذ "مجلس صيانة الدستور" قراراً بإبعاد 111 مرشحاً من المنافسة من بين 229 تقدموا بطلبات ترشيح الى وزارة الداخلية. ويعتبر غالبية من تم اقصاؤهم من المحسوبين على التيارات المؤيدة لخاتمي. وتشير المقاطعة الشعبية الواسعة لهذه الانتخابات الى نوع من الاحباط في اوساط الرأي العام ازاء قرار "مجلس صيانة الدستور" وما وُصف في تحليلات سياسية وصحافية بأنه "إمعان من المحافظين في استخدام المؤسسات الدستورية التي يهيمنون عليها ضد منافسيهم". لكن يبدو ان التفسير الأكثر ترجيحاً هو ان المقاطعة كانت رسالة احتجاج ذات طابع سياسي على "الأساليب غير الديموقراطية". ويعتقد ان "الاصلاحيين" او انصار خاتمي سيحاولون تفسير ما حدث على انه اشارة سلبية من الشعب ضد "المؤسسة" والحرس القديم، بينما سيسعى المحافظون الى تحليل ما حدث على انه رسالة عدم رضا من الرأي العام عن أداء حكومة خاتمي وتعبير عن اقتناع بعجزها عن تطبيق الشعارات الانتخابية خصوصاً في ظل تردي الوضع الاقتصادي في البلاد.