وافق مجلس الأمة البرلمان الكويتي امس في مداولة ثانية ونهائية على قانون يمنع اجراء انتخابات على أسس طائفية او قبلية خارج نطاق الانتخابات الرسمية، في حين تجدد الجدل حول موضوع استجواب وزير الاعلام الشيخ سعود ناصر الصباح اذ اتهم نواب وزارته بالتدخل في اجراءات التصويت على طرح الثقة في الوزير المقرر الثلثاء المقبل. وصوّت المجلس خلال جلسة خاصة امس بأغلبية 27 صوتاً من 36 على إقرار القانون الذي يفرض عقوبات على من ينظّم او يشارك في "الانتخابات الفرعية" التي اعتادت قبائل في الكويت اجراءها في صورة غير رسمية لتركيز الدعم على اثنين من مرشحيها في الدائرة الانتخابية. ووصف نواب الاسبوع الماضي هذا النوع من الانتخابات بأنها سرطان ينخر في الديموقراطية الكويتية. وعلى رغم اقرار القانون انتقده نواب قبليون لانه لا يحقق عدالة كاملة في ساحة المنافسة الانتخابية. وقال النائب فهد الميع من قبيلة العوازم "هذا القانون أعور ويترك المجال للتيارات السياسية ويحرم ابناء القبائل". واضاف ان انتخابات القبائل "واضحة للملأ وليست في السراديب" مثل الانتخابات الداخلية في التجمعات السياسية. ورأى النائب خالد القدوة من قبيلة العجمان ان في قانون الانتخاب فقرات اخرى لم تُعالج "وقانون الانتخابات غير عادل وجائر والمفروض معالجة القانون. وهناك في بعض الدوائر من ينجح بمئتي صوت اما في دوائرنا القبلية فقد لا ينجح مرشح حصل على ثلاثة آلاف صوت". الى ذلك استمرت في التفاعل قضية "الكتب الممنوعة" وموضوع طرح الثقة في وزير الاعلام بعد غد الثلثاء. وامس اتهم النائب فهد الخنة مسؤولاً من وزارة الاعلام بمحاولة حض بعض النواب على المشاركة في مؤتمر برلماني خارج الكويت للتغيّب عن جلسة الاقتراع على طرح الثقة. وقال الخنة ان وكيل وزارة الاعلام المساعد لشؤون الاخبار والبرامج السياسية محمد القحطاني اتصل بمدير الشعبة البرلمانية في مجلس الامة لابلاغه بتجهيز طائرة خاصة لنقل الوفد البرلماني المشارك في المؤتمر البرلماني العربي في صنعاء، وفسّر الخنة ذلك بأنه مسعى الى تشجيع نواب على المشاركة في السفر وتفويت جلسة طرح الثقة اذ ان توفير طائرة خاصة للبرلمانيين لا يحصل الا عندما يسافر رئيس المجلس او نائبه. ووزع القحطاني امس تصريحاً نفى فيه صحة ما ذهب اليه النائب الخنة. وقال ان اتصاله كان بغرض الترتيب لسفر وفد تلفزيوني مع الوفد البرلماني الى صنعاء وانه ليس من اختصاصه تجهيز طائرة خاصة للنواب. الى ذلك اصدر مجلس الأمة بياناً في الذكرى العشرين للغزو الاسرائيلي لجنوب لبنان دعا فيه مجلس الامة والمجتمع الدولي الى تحمّل المسؤولية ازاء محنة الشعب اللبناني "ووقف مخططات البغي التوسعية بسلب أراض عزيزة علينا بدافع من الحقد والكراهية" والى "وضع حدّ عاجل للاحتلال الاسرائيلي للاراضي اللبنانية والزام اسرائيل تنفيذ كل القرارات الصادرة عن مجلس الامن ذات الصلة خصوصاً القرار 425". كما طالب المجلس الحكومة الكويتية ب "ان تقف بكل طاقاتها الى جانب الشعب اللبناني مؤيدة له في جهاده المشروع ضد البغي والعدوان". وألغى مجلس الامة البرلمان الكويتي امس مشاركة وفده في دورة الاتحاد البرلماني العربي المقرر عقدها في صنعاء اليوم وذلك لانشغال النواب بموضوع طرح الثقة بوزير الاعلام بعد غد الثلثاء. ووجه النواب الستة الذين تقررت سابقاً مشاركتهم في هذا الوفد رسالة الى رئيس المجلس احمد السعدون امس اكدوا فيها اهمية المشاركة في مؤتمر صنعاء "الا انه نظراً الى ما يحيط بساحة العمل السياسي البرلماني من ظروف سياسية وبرلمانية دقيقة تقتضي منا الوجود داخل البلاد لمتابعتها ورصد تدعياتها وآثارها على العمل البرلماني"، طلب النواب من السعدون الاعتذار عن عدم المشاركة. وكان المجلس وافق على المشاركة في مؤتمر صنعاء التي كانت ستكون المرة الاولى التي يذهب فيها وفد برلماني كويتي الى عاصمة احدى "دول الضد" العربية.