دعا أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح أمس نواب البرلمان الجديد الذي تسيطر عليه المعارضة بقيادة الإسلاميين، إلى التعاون مع الحكومة من أجل إنهاء الأزمات في البلاد، فيما انتخب النواب البرلماني المعارض المخضرم أحمد السعدون رئيسا جديدا للمجلس. وحذر أمير الكويت في كلمة افتتح بها الدورة الجديدة للبرلمان الكويتي الذي انتخب في الثاني من فبراير، من المخاطر التي تواجه البلاد داعيا إلى نبذ الفتنة “والفرقة”، وذلك بعد أن تصاعدت مؤخرا التوترات السنية الشيعية، والحضرية القبلية. كما أعلن الأمير الدعوة إلى مؤتمر شبابي وطني، وهي دعوة تأتي في أعقاب حراك سياسي شبابي غير مسبوق. كما دعا أمير البلاد النواب إلى “التركيز على رعاية الشباب وتوفير فرص العمل وأسباب الحياة الكريمة لهم وتفعيل مشاركتهم الإيجابية ودورهم البنّاء في خدمة المجتمع”، وأشار إلى أنه طلب من الديوان الأميري عقد “مؤتمر وطني للشباب يتوج مساعي الشباب وهم يعدون وثيقة وطنية لتمكينهم من تسخير طاقاتهم الخلاقة والاستفادة منها في خدمة وطنهم”. كما دعا الأمير النواب إلى التاكيد على”حرمة المال العام ومبدأ النزاهة والأمانة والشفافية ومكافحة الفساد” مع العلم أن الانتخابات الأخيرة خاضتها المعرضة تحت شعار مكافحة الفساد. وفاز السعدون برئاسة مجلس الأمة في إشارة واضحة على تصميم المعارضة على الإمساك تماما بمجلس الأمة الذي تملك غالبية كبيرة من مقاعده (34 من اصل 50). وحصل السعدون على 38 صوتا مقابل 18 لمنافسه الوحيد محمد الصقر الذي يمثل التيار الليبرالي، وعلا الصفيق في قاعة البرلمان عندما أعلن النائب خالد السلطان الذي كان يرأس الجلسة نتيجة الاقتراع. والسعدون (78 عاما) هو أقدم البرلمانيين الكويتيين إذ إنه عضو في المجلس منذ 1975، وقد فاز في كل انتخابات نظمت في الكويت منذ تلك السنة، وانتخب السعدون رئيسا للمجلس للمرة الاولى في 1985، إلا أن هذا المجلس تم حله بعد سنة. وانتخب مجددا على رأس مجلس الامة في 1992 و1996.الا أن رجل الاعمال جاسم الخرافي فاز على السعدون في 1999، وجلس على كرسي رئاسة مجلس الأمة حتى العام الماضي حين أعلن نيته عدم الترشح مجددا لعضوية البرلمان.