أثار اعتراف السلطات العراقية باحتجاز أربعة لبنانيين حفيظة اهالي المحتجزين في السجون العراقية ما حدا بهم الى اطلاق نداء الى الرأي العام الدولي والعربي في مؤتمر صحافي عقد في قاعة نقابة الصحافة اللبنانية ظهر امس. استهل اللقاء نقيب الصحافة محمد البعلبكي فأشار الى المساعي التي قام بها وزير الخارجية فارس بويز مع نظيره العراقي محمد سعيد الصحاف اثناء زيارته الاخيرة لبيروت. وناشد "المجتمع الدولي والعربي وضع حد لهذه المأساة"، وأمل من العراق ان "يحذو حذو سورية التي افرجت السلطات فيها عن المحتجزين اللبنانيين لديها". وتلا حسين الشيخ علي جعفر بيان الاهالي فاعتبر ان "القضية من اكثر القضايا الانسانية ايلاماً ووطأة في حياة عائلات كثيرة". وأضاف: "لا نعرف شيئاً عن ظروف اعتقال آبائنا وأخواننا منذ سنوات ويعترينا قلق دائم على مصيرهم في ظل انعدام محاكمات عادلة وهي حق مكرّس في شرعة حقوق الانسان والمواثيق الدولية". وقال: "نستصرخ الضمائر الحية والمنظمات الانسانية والدولية والمحلية التي تعنى بحقوق الانسان، ونستصرخ المسؤولين اللبنانيين لإثارة هذه القضية لدى النظام العراقي واجراء الاتصالات اللازمة لإطلاقهم". وأشار الى ان معظم المعتقلين اللبنانيين في العراق "من طلاب العلم الذين كانوا يدرسون في الحوزات العلمية في النجف الاشرف واعتقلوا من دون اي مبرر في اجواء الاضطرابات الامنية التي حصلت ابان عاصفة الصحراء. وهم لا ينتمون الى اي تنظيم سياسي ولم يمارسوا اي تحرك سياسي على الاطلاق واعتقلوا من دون مسوغ قانوني". وأشار الى ان "بشائر امل بالافراج عنهم لاحت في الافق عندما اصدر الرئيس العراقي قراراً بإطلاق جميع المعتقلين العرب في السجون العراقية، ولكن خاب أملنا وأصبنا بالصدمة بعدما رأينا ان مئات المعتقلين من الجنسيات العربية من دون اللبنانيين". وأكد ان "المسؤولية تقع على الحكومة اللبنانية". وقال جعفر لپ"الحياة" ان "أباه وأخاه احتجزا في العراق في 17/3/1991 حين كانا في النجف". وأضاف: "لم تفلح كل المساعي مع المؤسسات الانسانية والصليب الاحمر الدولي في معرفة مصير المعتقلين في العراق". وأشار الى ان "مندوبي الدول العربية من مصر والسودان واليمن وغيرها ذهبوا الى العراق وساعدوا المفرج عنهم من دولهم على الخروج من العراق، وان لبنان لم يرسل مندوباً، خصوصاً ان العلاقات الديبلوماسية مقطوعة بين البلدين". وفي سؤال عن عددهم بعد اعتراف العراق بأربعة، قال: "كانت الاعتقالات في مراحل متباينة آخرها في العام 91، وعدد المعتقلين مئتين وهذا رقم أكيد وغير قابل للشك فيه ابداً لأن مصدره أهالي المعتقلين اللبنانيين المقيمين في العراق". الى ذلك، أكدت مصادر ديبلوماسية لبنانية ان لدى الخارجية اللبنانية لوائح باسماء خمسة وثلاثين معتقلاً في السجون العراقية. وأشارت الى "ان العراق وعد باطلاق الباقين لاحقاً" خلال زيارة وزير خارجيته محمد سعيد الصحاف لبيروت.