كشف معتقل سعودي بأحد السجون العراقية ببغداد، عن تعرض المعتقلين السعوديين لاضطهاد وتعذيب وسوء معاملة على أيدي القوات العراقية وبعض رجال المخابرات، ووصف المعتقل الذي "تحتفظ الجريدة باسمه" حرصا على عدم تعرضه لأذي، سلوك هؤلاء السجانين بأنه غير انساني وأخلاقي، مشيرا إلى تكرار محاولات المحققين لتوريط مسئولين سعوديين في القضايا التى اعتقلوا بسببها فى العراق، وناشد المعتقل فى حوار هاتفى مسجل مدته 23 دقيقة كاملة مع «اليوم»، حكومة المملكة التدخل عاجلا لإنقاذهم من الوضع المأساوي الذي يعيشونه بالعراق، والاسراع في توقيع اتفاقية تبادل السجناء، والى التفاصيل: سجن سري كيف تم القبض عليك.. وأين؟ تم القبض علي أنا وصديق لي سعودي على الحدود السعودية العراقية من قبل الاستخبارات العراقية، ونقلنا إلى سجن لم نعرف اسمه أو مكانه إلا بعد عام من إيداعنا فيه، وكان "شبه سري" وبعيدا عن زيارة لجان حقوق الإنسان والمنظمات الدولية حتى لا ينكشف ما نتعرض له من تعذيب واضطهاد، ثم نقلنا بعد عام منه إلى سجن آخر في بغداد وما نزال فيه الى الآن. ضغط وعنف ما أنواع التعذيب الذي تعرضتم له داخل السجن؟ تعرضنا لأنواع مختلفة من التعذيب على أيدي القوات العراقية بالسجن، وتمارس ضدنا أساليب الضغط النفسي والعنف والتجويع ليومين وثلاثة، وكانوا يعمدون إلى التحقيق معنا بطريقة لا إنسانية وغير أخلاقية، بعد تجريدنا تماما من الملابس وتهديدنا بالاغتصاب، وكانوا يجلسوننا على علب زجاجية فارغة ويسمعوننا الشتائم والإهانة والضرب بالعصي. توريط مسئولين ماذا كانوا يطلبون منكم الاعتراف به في التحقيق؟ كانوا يطلبون منا توريط أسماء مسئولين سعوديين وشخصيات دينية في قضايا اعتقالنا، والاعتراف بأنهم الذين طلبوا منا الذهاب للعراق والإخلال بأمنها واستهداف منشآتها، ولكننا أخبرناهم أن هؤلاء المسئولين ليس لهم علاقة بنا، واننا أتينا لمساعدتهم في الحرب على الأمريكان الذين اعتدوا على أرضهم وليس لحربهم. استهدف مواكب وهل لقي هذا الكلام قناعة لدى المحققين؟ أبدا.. وكانوا يصرون على ظهورنا في وسائل الإعلام العراقية للاعتراف بارتكاب جرائم لم نرتكبها، وأنه تم إرسالنا من السعودية لقتال العراقيين واستهداف مواكب الحسينيات في يوم عاشوراء وغير ذلك من التهم التي ليس لنا علاقة بها. لا نعلم عن بعضنا كثيرا إلا ما يصل إلينا من بعض الأخبار، بسبب توزيعنا على عدة سجون، وعموما السعوديون يواجهون نفس المصير، وهناك من مات منهم بمرض الدرن نتيجة نقص الأدوية التى تأتينا بشق الأنفس وبكمية قليلة جدا. تبادل السجناء وهل المسئولون في السجون على علم بهذا؟ نعم على علم، بدليل ان مدير شعبة الاستخبارات في السجن قال لنا بصريح العبارة: نحن استدرجناكم من أجل الضغط على حكومتكم لتبادل السجناء وتسليمنا سجناء عراقيين مهمين عندكم في السجون السعودية. نفس المصير ما مصير بقية السجناء السعوديين هناك؟ لا نعلم عن بعضنا كثيرا إلا ما يصل إلينا من بعض الأخبار، بسبب توزيعنا على عدة سجون، وعموما السعوديون يواجهون نفس المصير، وهناك من مات منهم بمرض الدرن نتيجة نقص الأدوية التى تأتينا بشق الأنفس وبكمية قليلة جدا، وقد تكون هذه مشكلة يعانيها حتى السجناء العراقيين. قائمة قديمة ماذا عن القائمة التي قدمتها السفارة العراقية في الرياض، هل هى بالفعل قديمة ولم تشتمل على أسماء جميع السعوديين المعتقلين بالعراق؟ نعم قائمة الأسماء قديمة.. ولم تشتمل على جميع أسماء السجناء السعوديين في العراق، وهناك بعض الأسماء غادرت السجون منذ فترة طويلة ويقيمون بين أهلهم الآن، إما بانتهاء مدة محاكمتهم أو بالإفراج عنهم، ومنهم من مات في العراق ولا يزال اسمه موجودا بالقائمة، وآخرون موجودون بالعراق لم تذكر أسماؤهم في القائمة. لخبطة أوراق هل صحيح أن هناك سعوديين قُدّما لحبل المشنقة قبل أيام؟ نعم صحيح وأعرف هذين الشخصين، وتمت مناداتهما بأسمائهما وأخرجوهما إلى صالة الإعدام، ثم حدثت "لخبطة" أو نقص في الأوراق وتم تأجيل تنفيذ الحكم، ونحن لا ندري في أي لحظة سيتم استدعاؤهما مرة أخرى وإعدامهما، واناشد المسئولين سرعة التدخل لإنقاذهما. كلمة أخيرة.. اناشد المسئولين بالمملكة وكل المنظمات الحقوقية، الإحساس بمعاناتنا والاضطهاد الذي نعيشه والعمل على سرعة نقلنا إلى المملكة لنعيش حياة طبيعية على أرض الوطن بين أهلنا وأحبابنا، فكلنا غرر بنا وكنا ضحايا صراعات سياسية وعرقية.
الشورى : اعتقالهم «سياسي» والاتهامات أغلبها «تجاوز الحدود» أكد رئيس لجنة حقوق الإنسان والعرائض بمجلس الشورى الدكتور مشعل آل علي ، أن المعتقلين السعوديين في العراق لم يحاكموا تحت مظلة قضاء عادل وتنتهك إنسانيتهم ولا نعلم عن ظروف المحاكمة التي أجريت لهم ، وإنما تم اعتقالهم لشخصنة الأفراد واستعمالهم كورقة سياسية ، خاصة وأن أغلب التهم الموجهة ضدهم تتعلق بتجاوز الحدود الدولية بطريقة غير نظامية وعقابها معروف في جميع اتفاقيات الدول وبعضهم بريء من تهمة الإرهاب ، وطالب جميع المنظمات العربية الحقوقية بالسعى جميعا لإطلاق سراح المعتقلين العرب والسعوديين خاصة وألا يؤخذ أحد بجريرة غيره" ، وأضاف د. آل علي: "الوضع في الدول العربية خاصة سوريا والعراق مضطرب وغير مستقر . ومن جانبه أوضح رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور مفلح القحطاني أن أعداد السعوديين في السجون العراقية مازالت غير واضحة ولدينا عدد من الملفات تتعلق بسجناء سعوديين في العراق وهناك صعوبة في معرفة عددهم وآلية التعامل معهم ، ويشار إلى أن جزءا منهم كان محتجزا لدى السلطات الأمريكية وبعضهم لدى القوات العراقية وبعضهم لدى إقليم كردستان ، ورصدت جمعية حقوق الإنسان تظلمات وشكاوى من بعض المعتقلين في السجون العراقية أو أسرهم داخل المملكة ونأمل أن يكون هناك جهد من قبل الحكومة العراقية لإيجاد حل لأوضاعهم من خلال توقيع اتفاقية تبادل السجناء والتي سعت لها الحكومة السعودية لتبادل السجناء بين البلدين حتى يعودوا إلى المملكة ولدينا عدد من الأسماء ولكن مازال العدد الفعلي غير معروف وهناك تواصل ومتابعة مع الصليب الأحمر وبعض المنظمات الأخرى للوصول إلى المعتقلين السعوديين بصفة خاصة والعرب بصفة عامة . سجون "سرية" بعيدة عن لجان حقوق الإنسان (اليوم)