أجرى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو امس سلسلة من المشاورات مع عدد من اعضاء حكومته ورؤساء لجان التفاوض، وذلك عشية توجه وفد اسرائيلي الى العاصمة الاميركية واشنطن لاستئناف المحادثات مع الجانب الفلسطيني غداً الثلثاء بناء على دعوة اميركية. وقال نتانياهو في "الجلسة التشاورية" التي أعقبت اجتماعاً لمجلس الوزراء ناقش عملية السلام، انه ينوي "بذل كل الجهود لاستئناف عمل لجان التفاوض" الخاصة بتنفيذ استحقاقات الاتفاق المرحلي مع الفلسطينيين. وكرر تمسكه بپ"ضرورة تنفيذ السلطة الفلسطينية تعهداتها خصوصاً في ما يتعلق بالأمن" في مقابل انسحاب اسرائيل من أراض فلسطينية. وحضر الجلسة رؤساء لجان التفاوض ووزراء الدفاع اسحق موردخاي والبنية التحتية ارييل شارون والصناعة نتان شيرانسكي. وقالت مصادر اسرائيلية ان الاجتماع تناول البنود الواردة في اتفاق المرحلة الانتقالية الذي تماطل اسرائيل في تنفيذه، ويتضمن انسحاباً من الأراضي المحتلة في الضفة الغربية وفتح الممر الآمن بين الضفة وقطاع غزة والميناء والمطار الفلسطينيين. ومن المقرر ان يتوجه سكرتير الحكومة داني نافيه ومستشار نتانياهو السياسي عوزي اراد الى واشنطن اليوم، فيما سبقهما كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات وطاقمه المفاوض امس لإجراء مشاورات مع المسؤولين الاميركيين في شأن "أفكار" اميركية لدفع المسيرة الى أمام. وتنتظر الادارة الاميركية الحصول على أجوبة من الاسرائيليين والفلسطينيين على المقترحات التي قدمتها وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت خلال زيارتها الفاشلة الأخيرة للمنطقة. وتأمل الإدارة الاميركية في الحصول على ردود ايجابية من الطرفين تمهيداً لتأمين دعم عربي لاحتمال توجيه ضربة عسكرية الى العراق. واكدت مصادر فلسطينية واسرائيلية ان المقترحات الاميركية التي طرحتها اولبرايت وطالبت الرئيس ياسر عرفات بالرد عليها في غضون اسبوعين، تقضي بنقل 12 في المئة من الاراضي الفلسطينية الواقعة تحت سيطرة اسرائيلية كاملة الى سيطرة مشتركة أمنية اسرائيلية وادارية فلسطينية ونقل 13 في المئة من الأراضي الواقعة تحت سيطرة مشتركة الى السيطرة الفلسطينية الكاملة. وكانت مصادر فلسطينية مطلعة أكدت ل "الحياة" رفض الرئيس عرفات القاطع مقترحات اولبرايت. وصرّح عريقات قبيل توجهه الى واشنطن ان الجانب الفلسطيني سيناقش المقترحات الاميركية مع المسؤولين الاميركيين خصوصاً المنسق الخاص بالعملية السلمية السفير دنيس روس. وشدد في تصريحات امس على ضرورة "استناد الأفكار الاميركية الى الاتفاقات الموقعة في البيت الأبيض ورسائل الضمانات المتعلقة بإعادة الانتشار ووقف الاجراءات الاحادية الجانب". وأكد عدم وجود خطط للقاءات فلسطينية - اسرائيلية - اميركية مشتركة في اجتماعات واشنطن، مشيراً الى ان الاسرائيليين والفلسطينيين سيجرون محادثات مع الاميركيين بشكل منفرد. وقللت مصادر فلسطينية من امكان نجاح لقاءات واشنطن في ظل الفضائح الرئاسية التي تواجه بيل كلينتون وتشغله عن السياسة الخارجية. من جهة اخرى أ ف ب، ذكر مصدر رسمي ان الحكومة الاسرائيلية وافقت امس على اقتراح قانون ينظم عمل جهاز الأمن الداخلي شين بيت. ويوضح المشروع الذي سيعرض على الكنيست قواعد اشراف الحكومة والبرلمان على "شين بيت" وطريقة تعيين مسؤوليه. وكانت المسودة تسمح بشكل واضح للمحققين في جهاز الأمن الداخلي بممارسة ضغوط جسدية على معتقلين حسب ما هو مطبق في اسرائيل. لكن هذه الفقرة التي يمكن ان تفسر بأنها تصريح غير مشروط باستخدام التعذيب شطبت تحت ضغط منظمات الدفاع عن حقوق الانسان في اسرائيل والخارج. ومع ذلك صرحت المحامية ليا تسيميل الممثلة عن الجمعية الاسرائيلية لمكافحة التعذيب بأن اقتراح القانون "يعطي شبه حصانة" للمحققين الذين يلجأون الى التعذيب.