غزة، رام الله - "الحياة"، أ ف ب - حذّر الرئيس ياسر عرفات من "نتائج وخيمة على صعيد الامن والاستقرار والسلام" في المنطقة اذا استمر الجمود في عملية السلام نتيجة التعنت الاسرائيلي، فيما بث التلفزيون الاسرائيلي ان دنيس روس المنسق الاميركي لعملية السلام سيصل الى المنطقة يوم الثلثاء المقبل. وقال التلفزيون ان الموعد حدد خلال اتصال بين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو و وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت. وذكرت مصادر اسرائيلية ان موعد الاجتماع المقرر بين الرئيس بيل كلينتون ونتانياهو تحدد في 20 من الشهر الجاري. عرفات وقال عرفات الذي كان يتحدث خلال الاجتماع الاسبوعي للقيادة الفلسطينية ليل اول من امس في أريحا، ووزعت تصريحاته "وكالة الانباء الفلسطينية" امس السبت ان "الجهود الاميركية لم تفلح في زحزحة الموقف الاسرائيلي" رغم اللقاءات الكثيرة التي عقدت في الاشهر الاربعة الماضية في حضور وزيرة الخارجية الاميركية والمبعوث الاميركي دنيس روس. ووصف عرفات العام الماضي بأنه كان عام الجمود الشامل في عملية السلام. وحثت القيادة الفلسطينية الولاياتالمتحدة على ممارسة مزيد من الضغط على حكومة بنيامين نتانياهو. واكدت ان "المطلوب لحماية عملية السلام ليس مجرد التحرك والرحلات المكوكية بل موقف عملي وجدول زمني". وأكد ان واشنطن "لن تعوزها الوسيلة لفرض احترام هذا الجدول على الجانب الاسرائيلي". ورفضت القيادة الفلسطينية "رفضاً قاطعاً" الخارطة التي تسعى الىها اسرائيل في الضفة الغربية "تحت ذريعة المصالح الحيوية والامنية" واعتبرت هذه الخرائط وما تتضمنه من مناطق عازلة "استفزازاً خطيرا للشعب الفلسطيني وتحدياً صارخاً للارادة الدولية ومبدأ الارض مقابل السلام ولاتفاقات اوسلو". وشددت القيادة على ان السلطة الفلسطينية صمدت في كل الضغوط والمحاولات الاسرائيلية للقفز فوق الاتفاقات تحت ذريعة تسريع الحل والدخول في مفاوضات الوضع النهائي. واكدت ان "تنفيذ القضايا الجوهرية في المرحلة الانتقالىة شرط ملزم قبل الدخول في المفاوضات النهائية". الى ذلك اعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات ان ياسر عرفات سيلتقي مساء الاثنين المقبل المنسق الاميركي لعملية السلام. واضاف عريقات الذي كان يتحدث للمراسلين بعد اجتماع القيادة الفلسطينية ان اللقاء سيعقد في اريحا في الضفة الغربية ويتناول برنامج الاجتماع في واشنطن بين الرئيس بيل كلينتون وعرفات. واوضح ان الهدف من زيارة روس هو الترتيب لاجتماع كلينتون مع كل من عرفات ونتانياهو. وكان مسؤول اميركي اعلن ان الحكومة الاسرائيلية طلبت من وزارة الخارجية الاميركية تأجيل المهمة التي سيقوم بها الوسيط الاميركي. واوضح هذا المسؤول طالباً عدم ذكر اسمه ان "الاسرائيليين اتصلوا بنا بشأن موعد" هذه الرحلة بسبب الازمة السياسية في اسرائيل. ولكنه قال ان القرار النهائي لم يتخذ بعد وانه "لا يستبعد ان تتم هذه الرحلة طبقا للجدول الزمني المقرر". وفي رام الله اعتبر وزير الاعلام الفلسطيني السيد ياسر عبدربه ان طلب الحكومة الاسرائيلية ارجاء زيارة المنسق الاميركي روس الى المنطقة "محاولة اسرائيلية للايحاء بحاجة نتانياهو الى المزيد من الاسناد السياسي الاميركي له، وربما الفلسطيني، وذلك من خلال تصوير رئيس الوزراء الاسرائيلي وكأنه يعاني وضعاً سياسياً داخلياً صعباً. ووصف عبدربه محاولات نتانياهو بأنها "ألاعيب ومناورات اسرائيلية لا قيمة لها". ونقل التلفزيون عن وثيقة للمجلس الاميركي للامن القومي ان نتانياهو تعهد بذلك خلال مناقشات مع اولبرايت في باريس في الشهر الماضي. لكن شائي بازاك الناطق باسم نتانياهو نفى هذا النبأ موضحاً ان الحكومة الاسرائيلية لم تبت بعد حجم الانسحاب المقبل. وفي واشنطن اكد اريك روبن الناطق باسم مجلس الامن القومي انه لا يعرف "عن اي وثيقة يتحدث التلفزيون الاسرائيلي". وقال: "ان سياستنا المعلنة... هي ان هذه المسألة ينبغي تسويتها عبر مفاوضات بين مختلف الاطراف". وأكد التلفزيون الاسرائيلي ان الوثيقة الاميركية توضح ان خلال اللقاء مع نتانياهو اصرت الوزيرة الاميركية على انه يتعين علىه خلال لقائه المقبل مع الرئيس بيل كلينتون في منتصف كانون الثاني يناير الجاري تقريباً ان يعلن بدقة حجم الانسحاب الاسرائيلي. ويذكر ان الحكومة الاسرائيلية وافقت في الشهر الماضي على مبدأ الانسحاب ولكنها لم تكشف حجمه.