اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو امس تعيين ارييل شارون، احد ابرز المعارضين لانسحاب اسرائيلي من اراضي الضفة الغربية، وزيراً للخارجية، وذلك قبل اقل من اسبوع على موعد انعقاد قمة واي بلانتاشين قرب واشنطن والتي يؤمل بأن تتمخض عن اتفاق اسرائيلي - فلسطيني في شأن المرحلة الثانية من اعادة الانتشار الاسرائيلي في الضفة. واعلن البيت الابيض ان واشنطن ستعمل "بشكل وثيق مع شارون"، معتبراً ان تعيينه "شأن داخلي اسرائيلي". وقال نتانياهو في مؤتمر صحافي عقده في مكتبه ان شارون سيرافقه في زيارته المرتقبة الى واشنطن وانه "سيقوم بدور محوري" في المفاوضات مع الفلسطينيين في منتجع واي بلانتاشين في ولاية ميريلاند. ووصف نتانياهو وزير خارجيته الجديد بأنه "اهم رجل في اسرائيل لتولي هذا المنصب". وزاد ان سجل شارون العسكري يبعث على الفخر. وكان شارون 70 عاماً اعلن رفضه القاطع لانسحاب من 13 في المئة من الضفة ونادى بدلاً من ذلك بانسحاب من 9 في المئة فقط. يذكر ان شارون أُرغم على الاستقالة من منصبه وزيراً للدفاع في حكومة "ليكود" اليمينية السابقة التي ترأسها مناحيم بيغن بعد ثبوت تورطه في ارتكاب المجازر الرهيبة بحق المدنيين الفلسطينين في مخيمي صبرا وشاتيلا في بيروت بعد الغزو الاسرائيلي للبنان عام 1982. كذلك يُعرف شارون بنشاطه في مجال التوسع الاستيطاني في الضفة. وانتقى نتانياهو توقيت الاعلان عن اسناد حقيبة الخارجية لشارون بعناية اذ يأمل بأن يؤدي ذلك الى اضعاف الجبهة الداخلية في حكومته المعارضة للاتفاق مع الفلسطينيين بعد ان اقنع حزب مفدال الديني المتطرف بالعدول عن الانسحاب من ائتلافه الحكومي عندما تعهد بعدم الانسحاب من اكثر من واحد في المئة في اطار المرحلة الثالثة والاخيرة من اعادة الانتشار في الضفة. واشارت مصادر اسرائيلية الى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي عقد صفقة مع شارون يتولى الاخير بموجبها حقيبة الخارجية مقابل موافقته على الانسحاب من 13 في المئة من اراضي الضفة الغربية ضمن المرحلة الثانية من اعادة الانتشار خصوصاً ان 3 في المئة من هذه النسبة والتي صُنفت ك "محمية طبيعية" ستبقى السيطرة الامنية عليها في ايدي الاسرائيليين. واعلنت الاذاعة الرسمية الاسرائيلية ان نتانياهو حدد موقع الارض التي ستعلن "محمية طبيعية" والتي تبلغ مساحتها 150 كيلومتراً في المنحدرات الشرقية لجبال الخليل والى الغرب من طريق الرقم 80 المزمع شقه ليصل ديمونة جنوباً ببيسان شمالاً. وباختياره الموقع المذكور انصاع نتانياهو لمطالب شارون الذي عارض بشدة اي انسحاب من منطقة الاغوار في الضفة لمنع وضع قدم للفلسطينيين فيها "لأهميتها الاستراتيجية" بالنسبة الى الدولة العبرية تحتوي على مصادر المياه واراض زراعية شاسعة بالاضافة الى قربها من الحدود مع الاردن. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات ان تعيين شارون وزيراً للخارجية هو رسالة موجهة تحمل عدم الرغبة في السلام. واضاف ان قرار نتانياهو يشير الى انه "لن تكون هنالك مفاوضات للحل النهائي". واوضح ان شارون اعتبر ان خارطة الحل النهائي تشمل السيطرة الفلسطينية على 42 في المئة من اراضي الضفة، واذا نفذ الاسرائيليون المرحلة الثانية من اعادة الانتشار فهذه هي النسبة من الاراضي التي ستؤول للفلسطينيين، اي انه لن تكون هنالك أي محادثات مقبلة، مضيفاً ان "التعيين يعني ان نتانياهو اختار طريق الدم والمجازر والذين صنعوا صبرا وشاتيلا".