حذر الرئيس التركي سليمان ديميريل، في سلسلة تصريحات أدلى بها عشية وصوله أمس الخميس الى فرنسا في زيارة رسمية، الرئيس صدام حسين من أن "رعد الصحراء قادم" وأكد ان انقرة تميل الى تصديق الولاياتالمتحدة في تأكيدها أن ضرب العراق لن يؤدي الى تقسيمه. وحرص ديميريل على تأكيد ان انقرة لا تعتزم ان تأخذ بجدية نداء وجهه تركمان عراقيون بأن تشملهم تركيا بحمايتها عبر اقامة ملاذ آمن لهم في محافظة كركوك في شمال العراق. وبدا ديميريل، في لقاء مع مراسلين ديبلوماسيين في أنقرة، مستسلماً لحتمية ضرب العراق، مبرراً الموقف المتشدد لواشنطن. لكنه أوضح ان تركيا لا تنوي تقديم دعم للعملية العسكرية، محملاً الرئيس العراقي مسؤولية الوضع. وقال ان العراق خسر حرباً واستسلم ثم عاد بعد فترة يتصرف كأنه المنتصر. وقال رداً على سؤال هل يمتلك العراق مخزوناً سرياً من أسلحة كيماوية بيولوجية ان "العالم كله يصدق ذلك". وأضاف: "تحدثت خلال الأيام الأخيرة مع زعماء عرب كجزء من جهود تركيا لايجاد حل سلمي وقالوا لماذا إذا لا يسمح صدام للمفتشين بالعمل إذا كان لا يخفي شيئاً؟. لا يمكنك أن تقول ببساطة انه طالما يملك آخرون هذا النوع من السلاح فإن العراق يجب أن يمتلكه أيضاً". وقال ديميريل انه اقترح على الرئيس العراقي ان يخاطب شعبه بالقول: "انظروا انهم يجبرونني على عمل شيء غير مشرف، ولا أريد ان أفعل ذلك لكن لا خيار أمامي سوى القبول لكي أمنع عنكم الأذى. بهذه الطريقة يمكنه أن يمنع الحرب، وعلى الأقل سيجعل صعباً على خصومه ان يعلنوا انهم سيقطعون رقبته". وسئل عن امكان ان تؤدي الحرب الى تقسيم العراق وظهور دولة كردية، فأجاب ان الولاياتالمتحدة تؤكد أنها ملتزمة وحدة العراق. وقال: "علينا ان نقبل هذه التطمينات ولكن إذا حدثت أمور أخرى على رغم هذه التطمينات فإن الذين صدقوها لا يمكن أن يحملوا مسؤولية ما يمكن أن يحدث بعد ذلك". وبعدما أكد ان تركيا لن تدعم ضربة أميركية محتملة، قال ان واشنطن لم تطلب رسمياً السماح للقوات الأميركية باستخدام قاعدة انجيرلك في جنوبتركيا وأوضح انه إذا طلبت ذلك فإن البرلمان التركي هو الذي يبته. وفي شأن تركمان العراق الذين طلبت احدى تنظيماتهم حماية تركيا لم يترك ديميريل شكا في أن انقرة لا تنوي التورط في أمر كهذا. وقال بديبلوماسية ان تركيا لا تميز بين الأتراك والعرب والأكراد والتركمان في تركيا أو في العراق وأنها تسعى الى توفير الأمان لهؤلاء جميعاً. من جهة أخرى أ ف ب، رويترز قال ديميريل، في مقابلة مع صحيفة "نيهون كيزاي شيمبون" ان الهجوم الأميركي على العراق قد يحصل اعتباراً من الاسبوع المقبل في حال فشل مهمة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان في بغداد. وأضاف ان الهجوم "قريب جداً" اذا لم يحصل انان على تنازلات من بغداد خلال زيارته التي تبدأ اليوم. وفي حديث لوكالة "فرانس برس" في انقرة اعتبر الرئيس التركي ان احتمال تقسيم العراق على اثر مواجهة عسكرية مع الولاياتالمتحدة ستنجم عنه مشكلة اسوأ من مشكلة الشرق الأوسط. وقال: "لا اعتقد ان العراق يجب أن يقسم. وإذا قسم ونشأت دولة كردية فإن هذا سيولد مشكلة تستمر سنوات اسوأ من تلك التي يعيشها الشرق الأوسط". وفي باريس نقلت صحيفة "لوفيغارو" عن ديميريل أنه حذر العراق من عواقب وخيمة إذا لم يمتثل لقرارات الأممالمتحدة. من جهة أخرى استبعد انشاء دولة كردية في تركيا مؤكداً في مقابلة تنشرها اليوم في مجلة "ليفينمان دو جودي" الفرنسية أنه "لا يوجد سوى تركيا واحدة". وخاطب الفرنسيين: "سوّوا أولاً مشكلاتكم مع الكورسيكيين ونحن سنسوي مشكلتنا مع الأكراد". وسئل عن دخول جنود أتراك شمال العراق لوقف النزوح الكردي في حال تدخل عسكري أميركي، فأجاب: "لا ليس في الوقت الحاضر. لكن قد يدخل جنود شمال العراق، وهي منطقة عازلة، لتسوية مشكلات الارهاب" في اشارة الى حزب العمال الكردستاني. وأعرب عن تشاؤمه إزاء تطور الأزمة العراقية معتبراً أن من الأساسي أن "يتمكن صدام حسين من انقاذ كرامته".