برزت نجومية المطرب اللبناني وليد توفيق قبل حوالى 15 عاماً، وما زال في مقدم الصفوف بفضل اختياراته الجيدة وحرصه على إسعاد جمهوره. قدم عشرات الأغنيات التي يرددها عشاق فنه منها "تيجي نقسم القمر" و"انزل يا جميل على الساحة" و"وحدك حبيبي" و"غجرية" و"ما احلاها السمرا" وغيرها. "الحياة" التقته خلال زيارة له إلى القاهرة للإشراف على أحدث ألبوماته. وقد انتقد في حديثه الحكومة اللبنانية، لأنها لا تعير أبناءها الفنانين قدراً كافياً من الاهتمام، وأضاف: "لبنان هو البلد العربي الوحيد الذي لا يجتمع فيه كل الفنانين للغناء احتفالاً بعيد الاستقلال على نقيض ما يحدث في مصر أو غيرها من الدول". هل انت متفائل بمستقبل الغناء؟ - طبعاً متفائل، لأنني بطبيعتي متفائل. وهناك اصوات كثيرة على الساحة تبشر بالخير، فضلاً عن وجود موسيقيين دارسين على أعلى مستوى. ولكن استعجال البعض يؤثر سلباً في الحركة الغنائية لسعيهم الى جمع الأموال. ومبررهم في ذلك عدم شعورهم بالأمان وعدم اهتمام الحكومات بالفنانين، وكل هذا ينعكس على مستقبل الغناء العربي على رغم توافر كل التقنيات. وأنوه أيضاً بأن حجم الإبداع الموجود حالياًَ قليل. من ناحية الكم أو الكيف؟ - أقصد الكم. دعوتك الى كثرة الانتاج الغنائي أسفرت عن ظاهرة "كامننا" تلك الأغنية التي اداها محمد فؤاد ومحمد هنيدي في فيلم "اسماعيلية رايح جاي"، ووزعت ملايين الأشرطة... فما رأيك؟ - "كامننا" ظاهرة عادية جداً، ويجب أن نحبها جميعاً. قلت عنها إنها "نكتة"، والشعبان العربي والمصري يحبان النكتة. وليس معنى ذلك انني اقلل من قيمة محمد فؤاد، بل نحن في حاجة لوجود مثل هذه الأغنية مثل احتياجنا لقصائد نزار قباني، هذه لها طعم، وتلك لها طعم آخر. "كامننا" حالة حلم مثلها مثل أغنية "ايه العظمة دي كلها" التي نجحت نجاحاً واسعاً وهي في نهاية الأمر أغنية شعبية. لو عرضت عليك "كامننا" هل كنت ستغنيها؟ - لا، ولكن لو كانت الأغنية ضمن أحداث فيلم كنت سأغنيها، خصوصاً ان محمد عبدالوهاب قال: "عشرة كوتشينة"، وعبدالحليم حافظ قال "احط الحديد في ايدي... امرك يا سيدي". وأنا قلت "بستك نو.. يا بستك نو"، السينما دائما تفرض تصرفات غير واردة على المسرح مثلاً. لكن هل كنت ستفخر ب "كامننا" لو غنيتها؟ - سأتحدث بصراحة، في حياتنا كفنانين شق تجاري، فإن لم توزع الأغاني توزيعاً جيداً، ستهرب شركات الانتاج مني. وماذا تعني بقولك أن عدم اهتمام الدولة يهدد مستقبل الحركة الغنائية؟ - بالنسبة الى لبنان، اتمنى ان يكون اهتمام الحكومة هناك مماثلاً لما في مصر، ويكون فيها رعاية للفنان. مع الأسف، الدولة اللبنانية لا تهتم بفنانيها، فالفنان اللبناني مسؤول عن نفسه مسؤولية كاملة. هل هناك علاقة بين المشهدين السياسي والغنائي العربيين؟ - كل منهما ينعكس على الآخر. ما يحدث مثلاً في لبنان بين السياسيين والطوائف، مع الأسف، موجود بين الفنانين وهذا يرجع الى ان الانسان يستمد انتماءه مما حوله. وهذا التناحر لا بد أن يمحى، وهنا دور الدولة التي يفترض بأن تجمع الفنانين على مصير واحد. ففي عيد الاستقلال اللبناني مثلاً، لم يحدث ان اجتمع كل فناني لبنان للغناء سوياً. هل هذه كارثة؟ - بكل تأكيد كارثة الكوارث، فالواجب يفرض ان يكون يوم العيد للجميع. الكل يغني من اجل لبنان. وأتمنى من الفنانين أن ينسوا أي انتماءات سياسية. بعيداً عن السياسة، في حديث منشور في مجلة "الأهرام الرياضي" في العام 1994 قلت: "كيف سمح لعمرو دياب ان يغني وصوته نشاز؟ هذه كارثة". هل ما زلت عند رأيك؟ - لا أعتقد بأنني قلت مثل هذا الكلام. لكن هناك غير صوت مرفوض من الإذاعة، ولن أذكر أسماء… ومع ذلك أغنياتهم تبثها التلفزيونات. في خصوص عمرو دياب قلت: "أحب ان أشاهده يغني، أو أحب ان أسمعه وأنا أشاهده". إذن عمرو دياب لا يصلح في الكاسيت؟ - أنا أحترم كل فنان له جمهور. هل هذا رد ديبلوماسي؟ - لا لست ديبلوماسياً، هذه حقيقة، فعمرو دياب نجم! ولكن كيف أصبح نجماً؟ - لا دخل لنا بهذا، "..." الغناء اليوم ليس للصوت الجميل فقط، وإنما أضيف له القبول والحضور. فليست كل الأصوات الموجودة حالياً تصلح للطرب، وهؤلاء في حاجة الى قوة شرطة تجبرهم على تعلم الغناء. هل تشتري ألبومات لعمرو دياب؟ - لا. - ولا راغب علامة؟ - لا... عبدالحليم حافظ؟ - كل أغانيه عندي. - في اي مرحلة تعيش؟ - أحلى مرحلة في مشواري: النضوح والراحة النفسية والاستقرار. فأنا أدري ما أريده، لكني تعب وقلق لأني احترم جمهوري جداً، وعلى عاتقي مسؤولية تجاهه.