يقيم "المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون" بيت الحكمة ندوة دولية في النصف الثاني من الشهر الجاري لمناسبة مرور ثمانية قرون على وفاة الفيلسوف الأندلسي المغربي أبي الوليد بن رشد. وتستمر جلسات الندوة التي تقام بالتعاون مع "اليونيسكو" و"الإسيسكو" و"الأليكسو" ستة أيام ويشارك فيها مؤرخون وفلاسفة وأطباء وعلماء اجتماع وخبراء في علم التربية ومتخصصون في الرياضيات والعلوم والأدب والفقه. وستركز أوراق الندوة على درس سبعة جوانب من شخصية ابن رشد هي مكانته في التاريخ الاسلامي، وابن رشد وعصره، وابن رشد شارح أرسطو، وتأثيره في الفكر الغربي ماضياً وحاضراً، ومنهجه العقلي، وابن رشد الفقيه وابن رشد اليوم. ويتحدث في الندوة التي تفتتح بمحاضرة للدكتور ماجد فخري عنوانها "قدم العالم بين ابن رشد وتوما الإكويني" أكاديميون ومفكرون من المغرب ولبنان ومصر وتونس والعراق والجزائر والأردن وسورية وليبيا وفلسطين وبلدان الخليج وفرنسا وايطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة بينهم الشاذلي الفيتوري وطه عبدالرحمن وعبدالأمير الأعسم ورشدي راشد ومحمد مهران رشوان ونشأت حمارنة وسالم حميش وشارل بتروارث وألفرد إيفري وماسيمو كومبانيني. واعتبر الدكتور عبدالوهاب بوحديبة منظم الندوة في الورقة التمهيدية ان ابن رشد كان منطلقاً لنهضة فكرية حقيقية إذ اعترف أنصاره وخصومه أنه توّج العقل وبوّأه مكانته المشروعة في مصير الإنسان، فالعقل أداة فريدة للاهتداء في ظلمات التاريخ ومتاهات المنزلة الانسانية. وستبحث الأوراق المقدمة في صدى نظريات ابن رشد في أوروبا وحضوره في الفلسفة الاسلامية وموقف الجامعات الأوروبية من فلسفته في العصور الوسطى والمدرسة الرشدية في الغرب ومساهمته في تطوير الفكر القانوني الغربي ومنهجه العقلي بوصفه حلقة وصل في حوار الحضارات وابن رشد والفكر الألماني والجدل بينه والمتكلمين وابن رشد قارئاً لجمهورية أفلاطون وشروحه لأرسطو ودورها في تطوير المصطلح النقدي ومعالم الفكر المشائي العربي من خلال المصطلح الرشدي وتصور ابن رشد لدور الفيلسوف في المجتمع وابن رشد والعلوم الرياضية والفكرا لتربوي عند ابن رشد والفكر الرشدي في المجال السياسي ومنطلق فلسفة الأخلاق في فكره وابن رشد المعلم وابن رشد وأشكال الحكم السياسي. وتبحث الندوة في اليوم الأخير موقع ابن رشد في المشهد الفكري الراهن انطلاقاً من بحث موضوعه "ابن رشد بين الفكر الغربي الوسيط والفكر العربي الحديث" وصولاً الى الوضع الراهن للدراسات الرشدية" و"ماذا يمكن أن نستفيده من ابن رشد اليوم؟" و"ابن رشد فيلسوفاً معاصراً: رؤية مستقبلية".