اشتعل سعر سهم شركة "اميركا اون لاين" بداية الاسبوع عشرة في المئة كبداية بعدما قالت انها ستعمل ابتداء من نيسان ابريل المقبل على رفع رسم الاشتراك في خدمتها للمشتركين في الولاياتالمتحدة باكثر من عشرة في المئة لتصل الى 95.21 دولار بعدما كانت 95.19 دولار. ولا تزال هذه الشركة التي شدّت الى خدماتها المعلوماتية الفورية نحو 11 مليون مشترك معظمهم في اميركا، تطبّق تسعيرات مختلفة لنوع الخدمات التي تقدمها إلا ان الزيادة الجديدة خاصة بالمشتركين الذين يستخدمون اميركا اون لاين للوصول الى انترنت من دون التقيد بساعات محددة لهذا الوصول ويُعتقد ان هؤلاء يمثلون الآن نحو ثلثي عدد المشتركين في حين يدفع الباقون رسماً شهرياً معيناً يتضمن الوصول الى انترنت ساعات محددة مجاناً قبل دفع رسم اضافي عن كل دقيقة يتصلون خلالها بالشبكة الدولية. وكانت اميركا اون لاين توصلت في ايلول سبتمبر الماضي الى اتفاق مع شركة وورلدكوم لشراء شركة كومبيوسيرف الناشطة مثلها في تقديم المعلومات الفورية ضمن صفقة بلغت قيمتها 2.1 بليون دولار. وكانت الشركة الاخيرة رائدة في حقل تقديم المعلومات الفورية في الثمانينات لكنها لم تتحرك في الوقت المناسب لتوسيع قاعدة المستخدمين وكانت تعتمد هيكلاً سعرياً عتيقاً لم يكن صالحاً في عهد شيوع انترنت، وهكذا تلاحقت خسائرها المالية وبلغت في آخر فصولها وهي مستقلة تشرين الاول اكتوبر الماضي 58 مليون دولار بعدما كانت ربحت في الفصل نفسه من السنة المالية السابقة 14 مليون دولار. وكان عدد المشتركين في كومبيوسيرف قبل ابتلاعها 78.2 مليون، الا ان اميركا اون لاين حاولت الاستفادة من قاعدة المستخدمين في مناطق ليست قوية فيها مثل اوروبا واليابان والشرق الاقصى. الا ان هذه الجهود لم تثمر كثيراً فقد انخفض عدد المشتركين في كومبيوسيرف ظلت شركة تعمل مستقلة عنها الى مليوني شخص واعلنت اميركا اون لاين هذا الاسبوع انها ستعيد هيكلة جانب من عملياتها وستعمل على فصل 500 شخص يعملون في شركة كومبيوسيرف للخدمات التفاعلية التابعة لها، وستسرّع تطوير برمجيات تساعد المشتركين على الوصول الى خدماتها. وتقول اميركا اون لايف انها انفقت اكثر من 700 مليون دولار على تحسين خدماتها خلال السنوات الثلاث الماضية واضافت الى اجهزتها اكثر من مليون مودم سريع ورفعت مستوى خدماتها، في اشارة الى تبرير قرارها رفع رسم الاشتراك الشهري. الا ان محللين يتفقون مع الشركة على ان شيوع انترنت وازدياد الاعتماد عليها أدّيا الى تكثيف الحركة فمثلاً ارتفع عدد ساعات الطواف في انترنت من سبع ساعات شهرياً عام 1995 الى 23 ساعة حالياً فيما ارتفع عدد عمليات العبور الى انترنت من 22 مليون مرة يومياً الى 700 مليون مرة. ولشركة اميركا اون لاين شريك اوروبي هو شركة بيرتلزمان التي تعتبر من اكبر شركات النشر ووسائل الاعلام في المانيا وهي تملك خمسة في المئة من اميركا اون لاين ورفعت حصتها عند شراء كومبيوسيرف كي تعكس الحجم الاكبر لعمليات اميركا اون لاين عالمياً. وتقدم اميركا اون لاين للمشتركين في شبكتها خدمات تتعدى مجرد الوصول الى انترنت ولكن اذا كان المستخدم مهتماً بانترنت فقط فربما وجد ان رسوم الاشتراك لدى عدد كبير من الموفرين الآخرين للمعلومات اقل بكثير من اميركا اون لاين اذ تتوافر الخدمة في بريطانيا برسوم تقل احياناً عن عشرة جنيهات استرلينية 2.16 دولار لذا لا يُعرف بعد رد فعل المشتركين في اميركا اون لاين على الزيادة المقبلة. وعلى الرغم من كثرة عدد موفري المعلومات المستقلين في بلد مثل بريطانيا الا ان قاعدة المستخدمين عند هؤلاء صغيرة نسبياً. ومن منافسي اميركا اون لاين خدمة تقدمها شركة مايكروسوفت شركة بيل غيتس ولها شبكة باسم "مايكروسوفت نيتوورك" تسوّق خدماتها في بريطانيا وغيرها. وتتقاضى اميركا اون لاين في بريطانيا حالياً رسماً شهرياً قدره 95.16 جنيه لشركة بريتش تليكوم خدمة رسمها الشهري 75.11 جنيه وتتقاضى شركة ديمون عشرة جنيهات ويمكن الحصول على رسم اشتراك سنوي بقيمة 180 جنيهاً من اميركا اون لايف، ولها في بريطانيا قاعدة مستخدمين تزيد على 600 ألف مشترك في حين سمعنا آخر مرة ان عدد المشتركين في شبكة مايكروسوفت 120 ألف مشترك. وسمعنا أيضاً ان اميركا اون لاين تحضّر لاصدار طبعة جديدة من برمجيات الوصول الى انترنت والى خدماتها المعلوماتية الفورية. وحسنت الشركة اخيراً هذه البرمجيات الا انها لا تزال دون المستوى المطلوب ولا استخدمها شخصياً الا مضطراً. اما اجهزة المودم لدى الشركة فممتازة وتمكن المستخدم من الوصول اليها بسرعة 56 ألف كيلو بت وتدنت اخيراً فترة الانتظار قبل تأمين الوصول كثيراً واحياناً تكاد تكون فورية تأتي بعد ادخال كلمة السر.