بروكسيل - "الحياة"، أ ب - بدأ وزراء خارجية ملف شمال الاطلسي ناتو مراجعة شاملة للمفهوم الاستراتيجي للحلف ومبادئه السياسية والعسكرية. وعكف الوزراء في مستهل اجتماعاتهم في بروكسيل امس الثلثاء والتي تستمر حتى اليوم، على وضع جدول أعمال للقمة الخمسين للحلف التي تعقد في واشنطن في 24 و25 نيسان ابريل المقبل ويتوقع ان يتم خلالها اقرار استراتيجية الحلف للقرن الواحد والعشرين وقبول ثلاثة أعضاء جدد هم: بولندا وهنغاريا وتشيخيا. وقدمت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين أولبرايت الى حلفاء بلادها الأوروبيين مجموعة اقتراحات تتعلق بتصور واشنطن للمهمات الجديدة التي تقع على عاتق الحلف مستقبلاً، بينها مشاركة ناتو في مكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل والتصدي للارهاب، ما عكس رغبة الاميركيين في توسيع اهتمامات الحلف الى خارج دوله. كما ان الاطلسي وجد نفسه أخيراً في وسط صراعات اقليمية في شرق اوروبا وتحديداً في البوسنة وكوسوفو، ما اضطره الى التدخل بشكل أو بآخر. غير ان مراقبين في أوروبا اشاروا الى تجربة جديدة بدأ الحلف بتطبيقها في المنطقة وهي مفهوم "الأمن الأوروبي" داخل الاطلسي والذي تجسد في القوة التي بدأت تصل الى مقدونيا لحماية المراقبين الدوليين المنتشرين في كوسوفو. وشدد وزير الخارجية البريطاني روبن كوك على الدور المتزايد الذي يرغب الأوروبيون في الاضطلاع به في أمن قارتهم، خصوصاً في الحالات التي لا تبدو الولاياتالمتحدة مهتمة في المشاركة. وكان كوك يشير بذلك الى رغبة لندن وباريس في تطوير مفهوم للامن خاص بالاتحاد الأوروبي في مواجهة ما يسميه الاميركيون "الهوية الأمنية والدفاعية الأوروبية داخل الاطلسي"، والتي تعني "هيمنة الاميركيين على القرارات دون مشاركتهم العملية في المهمات"، حسب منتقدي سياسة واشنطن في هذا الشأن. ولعل الملف الأبرز أمام ناتو هو دورها المتنامي خارج نطاق دولها والذي اعتبر الأمين العام للحلف خافيير سولانا انه أصبح "أمراً واقعاً لا داعي لتحويله الى دراما"، فيما اعتبر كوك ان لا سياسة أطلسية في التدخل في أنحاء العالم، بل ان ذلك مبني على أسس عملية ويتم تقريره حسب كل حالة بمفردها. وتريد الولاياتالمتحدة ان يتمكن الاطلسي من مواجهة التهديدات الخارجية في مصادرها ليشمل ذلك القضاء على أسلحة الدمار الشامل ومكافحة الارهاب. وفي الوقت نفسه، دعا وزير الخارجية الالماني جوشكا فيشر الحلف الى مراجعة وسائله وأساليبه بشكل متلائم مع التغييرات في المناخات الأمنية في العالم. وشدد على ان الحلف تميز دائماً بقدرته على التأقلم مع الأوضاع المستجدة ولا بد من مواصلة ذلك.