صعدت الولاياتالمتحدة لهجتها ضد الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش وحددت مهلة "أيام قليلة" لانصياعه لقرار مجلس الأمن حول كوسوفو. وقالت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت أن حلف شمال الاطلسي "سينتقل الى المرحلة المقبلة في مسار اتخاذ القرار" الحاسم. وفي غضون ذلك تواصلت المشاورات مكثفة في مقر الحلف في بروكسيل لتقويم الوضع في البلقان. وقدم المبعوث الاميركي ريتشارد هولبروك تقريراً الى مجلس سفراء الحلف قبل ان يشارك في اجتماع وزراء خارجية دول لجنة الاتصال حول يوغوسلافيا في لندن ويعود الى بلغراد ليل الخميس - الجمعة لتسليم التحذير الأخير الى الرئيس اليوغوسلافي. وسعت الدول الغربية الى طمأنة روسيا حول نيات الحلف. وقالت اولبرايت ان الولاياتالمتحدة تأمل في مشاركة روسية في الإشراف على تنفيذ يوغوسلافيا قرار مجلس الأمن "لكنها لن تتأخر عن استخدام القوة اذا اقتضى الأمر". وأوضحت أولبرايت خطوط الحل السلمي وتشمل انسحاب القوات الصربية "بشكل كامل وقابل للمراقبة" من كوسوفو وعودة اللاجئين والعودة الى طاولة المفاوضات بين حكومة بلغراد وممثلي البان الاقليم لتأمين حل انتقالي يمتد على عامين أو ثلاثة قبل الوصول الى حل الحكم الذاتي الواسع. وأكدت ان الولاياتالمتحدة "لا تطالب بخروج كوسوفو عن يوغوسلافيا وانما بخروج صربيا من كوسوفو". وكانت مادلين اولبرايت بحثت مع الأمين العام لحلف شمال الاطلسي خافير سولانا مراحل استعداد الحلف للتدخل في كوسوفو وقالت ان الوقت "حان الآن للتدخل" ولا يزال امام الرئيس ميلوشيفيتش سوى "أيام قليلة" لتفادي الضربات العسكرية. وفي اشارة الى المشاورات المنتظمة في ما بين الحلفاء لتأمين مرجعية قانونية جماعية، أكدت اولبرايت ان الحلفاء "يمتلكون شرعية التحرك" ورأت ان الدول الپ16 الاعضاء في الحلف "ستتوصل الى اتفاق، قريباً". وتوقع مصدر ديبلوماسي توصل مجلس سفراء دول الحلف الى "الاتفاق حول مرجعية قانونية جماعية وصلبة في غضون يوم أو يومين". وتواجه بعض البلدان الأوروبية صعوبات داخلية لاتخاذ قرار المشاركة في عمليات التدخل المحتمل في كوسوفو.وتوقع مراقبون ان يتوصل الرئيس بيل كلينتون الى اقناع المستشار الالماني المنتخب غيرهارد شرودر في اجتماعهما اليوم في واشنطن وزعيم حزب الخضر جوشكا فيشير، المرشح لتولي منصب وزير الخارجية، بضرورة تدخل الحلف في كوسوفو.