كشفت "الجماعة الإسلامية المقاتلة" أمس معلومات مهمة عن زعيمها الذي تتهمه ليبيا بأنه عميل للإستخبارات البريطانية. وجددت نفي أي علاقة لها بمزاعم أطلقها العميل البريطاني السابق ديفيد شايلر عن عملية مولتها بلاده لقتل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي عام 1996. وعرض التلفزيون الليبي الاسبوع الماضي صوراً لمحاولة قال انها استهدفت قتل القذافي بقنبلة يدوية، وبث "اعترافات" لأحد المتهمين في القضية قال فيها انه تلقى أموالاً من زعيم "المقاتلة" ويدعى ابو عبدالله الصادق. وكررت "المقاتلة" في بيان تلقته "الحياة" ويحمل تاريخ أمس، انها قامت بالفعل بمحاولة لقتل القذافي في تشرين الثاني نوفمبر 1996 في مدينة براك في منطقة وادي الشاطئ، وان الشخص الذي عرض التلفزيون اعترافاته، حسن الشاهد، ينتمي بالفعل اليها. وقالت ان الشاهد اعتُقل في آب اغسطس 1997، في الشهر نفسه الذي اعتُقل فيه محمد القريو اسمه الحركي عبدالله رضوان مُنفّذ عملية محاولة اغتيال القذافي في مدينة براك. وأضافت ان هذه العملية تختلف عن المعلومات التي أدلى بها شايلر، إذ ان الأخير قال ان محاولة اغتيال القذافي حصلت في اذار مارس 1996 وان أصوليين قاموا بها بتمويل من جهاز الاستخبارات البريطاني الخارجي أم. آي. 6. وقالت "المقاتلة" ان التلفزيون الليبي عرض صوراً لمحاولة اغتيال القذافي في وادي الشاطئ نوفمبر 1996 على أساس انها المحاولة التي تحدث عنها شايلر آذار 1996. ونفت لندن مراراً مزاعم شايلر الذي يتمسك في المقابل بمعلوماته ويعرض الادلاء بشهادته أمام لجنة نيابية اذا أُعطي حصانة للعودة الى بلاده من فرنسا من دون ان يُحاكم. ولعل الجديد في بيان "المقاتلة" أمس انه كشف بعض المعلومات عن هوية "أميرها" ابو عبدالله الصادق الذي تقول طرابلس انه عميل للبريطانيين. وقالت هذه الجماعة الليبية ان الصادق من سكان منطقة قوس زناتة في طرابلس، وكان طالباً في كلية الهندسة في جامعة طرابلس، لكنه قطع دراسته وسافر الى أفغانستان حيث قاتل ضد السوفيات وجُرح في معركة في ولاية لوجر. وقالت انه عاد الى ليبيا ونجح في تفادي حملة دهم شنتها قوات الأمن الليبية في بنغازي شرق. وشددت على انه لم يزر بريطانيا ولا اوروبا و"لا حتى دول الكومنولث". ويهدف هذا التوضيح، على ما يبدو، الى نفي المعلومات الليبية الرسمية عن ان الصادق يعيش في بريطانيا وانه عميل لأجهزتها. ويمكن ان اللغط الذي يدور عن وجود الصادق في بريطانيا سببه معلومات أخرى عن وجود مسؤول في "المقاتلة" يدعى ابو المنذر الساعدي فيها على رغم ان معلومات ترددت أخيراً افادت انه غادرها. وعلمت "الحياة" ان للصادق شقيقاً رتبته عقيد طيار في سلاح الجو الليبي، وان الصادق نفسه يُعرف باسم "صلاح الدين" وكان في السابق في السودان. ولم يوضح بيان "المقاتلة" امس الاسم الحقيقي للصادق صلاح الدين، لكنها أشارت الى ان أجهزة أمنية ليبية جلبت والده ووالدته الى سفارة ليبيا في دولة افريقية، في 1995، بهدف الضغط عليه لتسليم نفسه. وعلمت "الحياة" ان هذه الدولة هي السودان، لكن الصادق رفض تسليم نفسه. وأكد أمس الناطق باسم "المقاتلة" عمر راشد ان لا علاقة لها بالاستخبارات البريطانية. وقال ل "الحياة" انه يتحدى اي جهة ان تُقدم دليلاً على علاقة "المقاتلة" بأجهزة الأمن البريطانية. وقال ان دولاً عربية حاولت ان تُنسّق مع "المقاتلة" للعمل ضد ليبيا، لكن هذه الجماعة رفضت ذلك.