تونس، القاهرة - أ ب، رويترز- بثت ليبيا مزيداً من الصور والتفاصيل لما قالت انها محاولة ساندتها بريطانيا لاغتيال الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في 1996. ونقل التلفزيون الليبي في بثه الذي يلتقط في تونس عن مصادر امنية ان المحاولة مولها جهاز الاستخبارات البريطاني، الامر الذي تنفيه لندن. وأفادت وكالة "اسوشيتد برس"، في تقرير من القاهرة، ان الصور التي بثها التلفزيون الليبي أظهرت شيئاً غير واضح المعالم يطير في الهواء بينما كان العقيد القذافي يختلط بحشد من المواطنين. وأسرع حراس الزعيم الليبي الى الاحاطة به ونقلوه من مكان الحادث. والتقطت "هيئة الإذاعة البريطانية" بي. بي. سي بث التلفزيون الليبي. وذكرت الوكالة ان محطة فضائية عربية تبث من لندن بثت صوراً مماثلة في ايلول سبتمبر الماضي. وقالت ان إحدى اللقطات المأخوذة من ذلك البث تُظهر، بعد تجميدها وفحصها عن كثب، ما بدا انه رسم لقنبلة رُكّب على يد المهاجم المزعوم. وقال التلفزيون الليبي ان المهاجم الذي عرّفه باسم عبدالله رضوان كان يعمل وفق "مؤامرة أعدتها أجهزة الاستخبارات البريطانية". لكن "اسوشيتد برس" أوردت ان التلفزيون قال ان الهجوم وقع في منطقة طبرق شرق ليبيا، في حين ان تقارير سابقة اشارت الى انه حصل في فزّان جنوب البلاد. أما وكالة "رويترز" فنقلت، في بث من تونس، ان التلفزيون الليبي قال ان "العقل المدبر" لمحاولة الاغتيال رجل يدعى "ابو عبدالله الصادق" زعيم "الجماعة الإسلامية المقاتلة" الليبية وهو عربي يعيش في لندن "كان عميلاً للمخابرات البريطانية". واضاف التلفزيون ان الصادق جند رجلاً يدعى عبدالله رضوان القى قنبلة يدوية في اتجاه القذافي في اجتماع شعبي في وادي الشط. وبث التلفزيون صوراً للاجتماع سبق ان عُرض معظمها من قبل ظهر فيها رجل له شارب في العقد الرابع من العمر قال التلفزيون انه رضوان. واضاف التلفزيون ان الهجوم وقع بينما كان القذافي يخرج من سيارته ويتجه نحو منصة. وذكر التلفزيون ان القنبلة اليدوية التي القيت من مسافة تبلغ نحو ثلاثة امتار لم تنفجر على ما يبدو عندما سقطت قرب القذافي وخمسة من حرسه الشخصي على الاقل. وواصل القذافي السير نحو المنصة من دون ان تبدو عليه اي علامات للانزعاج. وقال التلفزيون ان رضوان لاذ بالهرب وذهب الى طرابلس حيث انضم الى رجل آخر اسمه حسن الشاهد كان من المقرر ان يساعده على مغادرة ليبيا. واضاف ان قوات الامن قبضت على الرجلين بينما كانا يقومان بترتيبات لتمكين رضوان من مغادرة ليبيا بجواز سفر مزور. ولم يذكر التلفزيون اي تفاصيل عن مصير رضوان لكنه قدم الشاهد للمرة الاولى. وقال ان الشاهد في العقد الثالث من العمر وانه عربي الجنسية. وقال الشاهد في اجابته على اسئلة قدمها مسؤول ليبي لم يظهر في الفيلم: "نعم. الصادق هو من زودنا بالتعليمات. انه اعطاني 41 ألف دولار لمساعدة رضوان الذي نفذ محاولة الاغتيال". واضاف ان الصادق هو الذي جنده وانه دخل ليبيا بجواز سفر مزور باسم مستعار هو احمد بلقاسم طرحوني. وكان ديفيد شايلر العضو السابق في جهاز المخابرات البريطاني "أم. آي. 5". تحدث عن مؤامرة بريطانية لقتل القذافي في شباط فبراير 1996. وقال ان المخابرات البريطانية موّلت مؤامرة قام بها أصوليون لقتل القذافي بسيارة ملغومة. لكنه قال ان اسلاميين متشددين اخطأوا السيارة التي وضعوا تحتها القنبلة مما ادى الى مقتل عدد من المارة. ولم تظهر الصور التي عرضها التلفزيون الليبي اي انفجارات. واعتقل شايلر في فرنسا في آب اغسطس الماضي بطلب من بريطانيا التي تسعى الى محاكمته بتهم خرق قوانين الاسرار الحكومية. لكن محكمة في باريس قررت هذا الشهر الافراج عنه.