حمّل المراقبون الدوليون القوات الصربية مسؤولية المعارك التي شهدتها قريتا لاباشنيتسا واوبرانتشا في بلدية بودوييفو شمال شرقي كوسوفو، في الأيام الأربعة الماضية. في غضون ذلك تناقضت المعلومات حول الوضع في شرق الاقليم وغربه، فيما أكدت مصادر المراقبين انهم فشلوا في اقناع القوات الصربية والمقاتلين الألبان في إحلال هدنة حقيقية. وأفاد مصدر في بعثة منظمة الاغاثة الدولية التابعة للأمم المتحدة في كوسوفو ان "اعداداً كبيرة من السكان فروا من مناطق الاشتباكات في بودوييفو" حيث سجل امس "تبادل لاطلاق النار بالاسلحة الثقيلة"، حسبما افاد مراسل "فرانس برس". وأشار المصدر الى ان هؤلاء النازحين "يواجهون ظروفاً صعبة جداً بسبب تراكم الثلوج وتدني درجات الحرارة الى حوالى 10 تحت الصفر". وأعلن رئيس المراقبين الأوروبيين في كوسوفو وليام ووكر ان المعارك التي اندلعت في الأيام الأخيرة "نتجت عن استفزازات وحدات الشرطة والأمن الصربية". واعترف في تصريح أدلى به في بريشتينا أمس الأحد بأن التوتر لا يزال شديداً في الاقليم. لكنه أضاف ان المراقبين الدوليين "يواصلون اتصالاتهم مع الصرب والألبان لترتيب وقف النار ومنع خروج الأوضاع عن نطاق السيطرة". ونفى المركز الإعلامي الألباني في كوسوفو ما ذكرته المصادر الصربية عن عودة الهدوء الى الاقليم. وأفاد في بيان أصدره أمس ان القوات الصربية "واصلت استخدام العنف واطلاق النار في بلديات بودوييفو وميتروفيتسا وكلين وماليشيفو". وأضاف ان موجة العنف شملت أيضاً غرب الاقليم "خصوصاً بلدية بيتش التي حاصرت الوحدات الصربية عدداً من أحياء السكان الألبان فيها وشنت حملة اعتقالات في صفوفهم بتهمة التعاون مع جيش تحرير كوسوفو". وذكر البيان ان القوات الصربية "رفضت الانسحاب من غالبية المدن والقرى التي دخلتها في الأيام الأربعة الماضية". وكانت القوات الصربية تذرعت للبقاء في قرية اوبرانتشا بمقتل المدني الصربي ميلوفان رادوييفيتش 65 عاماً واختطاف جيش تحرير كوسوفو اثنين آخرين من سكانها الصرب. وكان جيش التحرير اعترف بقتل رادوييفيتش "لأنه اطلق النار من منزله على المقاتلين الألبان".