دخلت الولاياتالمتحدة في مواجهة مباشرة مع الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش واتهمته بالتقاعس عن تنفيذ اتفاقه مع المبعوث الاميركي ريتشارد هولبروك، بإصراره على عدم سحب قواته من مناطق التوتر في اقليم كوسوفو. وفي الوقت نفسه، اشارت مصادر غربية الى اجراءات اتخذها الرئيس ميلوشيفيتش من خلال تغييرات ادارية في الاجهزة المدنية والعسكرية، لإحكام سيطرته على السلطة في الاتحاد اليوغوسلافي. وردّت بلغراد بعنف على موقف ادارة الرئيس بيل كلينتون وهددت بوقف تعاونها القائم مع الوسطاء الاميركيين في شأن اقليم كوسوفو. ونقل تلفزيون بلغراد امس الثلثاء عن نائب رئيس الحكومة الصربية توميسلاف نيكوليتش ان "على الادارة الاميركية ان تعرف ان يوغوسلافيا دولة ذات سيادة ولا يحق لأحد حتى لو كان قوة عظمى، التدخل في شؤونها الخاصة". واضاف ان على الولاياتالمتحدة "ان تكفّ عن التهديد بتحريض عملائها للاطاحة بالسلطة الشرعية المنتخبة لدولة مستقلة واستمرارها في العمل على تدمير صربيا ويوغوسلافيا من خلال دعمها غير المحدود للحركة الانفصالية الألبانية في اقليم كوسوفو". واشار نيكوليتش الى ان حكومة بلغراد "ستبحث وقف تعاونها مع السفير الاميركي في مقدونيا كريستوفر هيل وغيره من الوسطاء الاميركيين الذين لا يمكن القبول بمشاريعهم الرامية الى انهاء ارتباط اقليم كوسوفو بصربيا". وحذر نائب رئيس الحكومة الصربية ألبان كوسوفو من الجري وراء المخططات الاميركية. وقال "ان عليهم الاختيار بين العيش حيث هم الآن داخل صربيا وبين الاتكال على واشنطن الذي لن يوفر لهم غير الرحيل عن كوسوفو". وندد نيكوليتش بانتشار قوات التدخل السريع في الاراضي المقدونية وقال ان "صربيا ستعتبر اي عملية تقوم بها هذه القوات داخل كوسوفو، محاولة احتلال سيتم التصدي لها بحزم". وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جيمس روبن وصف الرئيس ميلوشيفيتش بأنه "ليس جزءاً من المشكلة في منطقة البلقان بل هو المشكلة كلها" معتبراً وجود ميلوشيفيتش في السلطة "خطراً على الاستقرار في البلقان". واوضح روبن ان الولاياتالمتحدة "تحبّ ان ترى يوغوسلافيا دولة ديموقراطية غير واقعة تحت العقوبات الدولية وهو ما يجعلها عازمة على توطيد تعاونها مع جمهورية الجبل الاسود والمعارضة الصربية لاحداث التغيير". ودان الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية التطهيرات التي حدثت في ادارة الدولة اليوغوسلافية "التي استهدفت احكام سيطرة ميلوشيفيتش على الامور". وافاد مسؤولون في بعثة المراقبة الدولية في كوسوفو ان "مخاطر كبيرة تواجه وقف النار في كوسوفو بسبب الاستفزازات التي تقوم بها وحدات الشرطة الصربية في كوسوفو ضد الألبان". وذكرت صحيفة "كوخادتيورا" الألبانية الصادرة في بريشتينا امس ان اكثر من 40 ألف نازح ألباني "يرفضون العودة الى منازلهم بسبب بقاء القوات الصربية في مناطقها".