أعلن ديبلوماسيون في الحلف الأطلسي ان المجلس الدائم للحلف اجتمع أمس السبت في بروكسيل وقرر الاستمرار في الإعداد لپ"أمر بالتحرك" إلى العسكريين يتوقع ان تتم الموافقة عليه رسمياً مطلع الأسبوع المقبل، فيما هدد رئيس الوزراء الروسي يفغيني بريماكوف بإعادة النظر في علاقة روسيا مع الأطلسي إذا نفذ تهديداته ضد يوغوسلافيا. ويبقى قرار اعطاء "أمر التحرك" للعسكريين رهناً بالضوء الأخضر من بعض الدول الأعضاء في الحلف، خصوصاً المانيا وايطاليا. ويفترض ان تعطي الحكومة الألمانية موافقتها الاثنين، كما قال الجمعة المستشار الألماني الجديد غيرهارد شرودر. يذكر ان أي قرار للحلف يستلزم موافقة جميع الدول الأعضاء فيه. وتحت ضغوط الولاياتالمتحدة، أكدت دول عدة في الأيام الماضية أنها مستعدة للموافقة على "أمر التحرك". وبين هذه الدول اسبانيا وهولندا وبلجيكا وبريطانيا وفرنسا واليونان والنروج. يشار إلى أن "أمر التحرك" لا يوازي قراراً فورياً بفتح النار في يوغوسلافيا الذي يستلزم موافقة أخيرة. وتشكل هذه الخطوة المرحلة الاجرائية الأخيرة قبل تنفيذ الخطة، وهي تتطلب وضع الوسائل العسكرية التي تقدمها الدول المختلفة تحت أمرة القائد الأعلى للقوات الحليفة في أوروبا. وعلى رغم هذه الاجواء، فإن المبعوث الأميركي ريتشارد هولبروك عاد إلى جولاته المكوكية بين بلغراد وبريشتينا، واصفاً الوضع بأنه خطير. ووصف تقرير لفريق المراقبين الديبلوماسيين نشر أمس السبت في بلغراد الوضع في الاقليم بأنه "يتسم بالترقب والهدوء الحذر". لكن الفريق أشار إلى ان القوات الصربية "نشرت منصات لصواريخ سام - 6 الروسية وغيرها من نظم الدفاع الجوي حول العاصمة بريشتينا ومناطق الاقليم القريبة من الحدود مع ألبانيا، إضافة إلى اجراءات حال الطوارئ بين قوات الجيش والشرطة الصربية". وحضت وسائل الاعلام الصربية المواطنين في انحاء يوغوسلافيا على "الاستعداد للمواجهة مع القوات المعتدية والتحلي بالمقاومة والشجاعة لإلحاق الهزيمة بحلف شمال الأطلسي". واعتبر نائب رئيس حكومة صربيا توميسلاف نيكوليتش أن ترحيل المواطنين الأجانب من يوغوسلافيا والاستمرار في التهديدات "يدخل ضمن الحرب النفسية التي يدركها الصرب جيداً ولا تستطيع التأثير على معنوياتهم العالية". وفي بروكسيل، صرح مسؤول في الحلف الأطلسي ان اعضاء الحلف على وشك التوصل إلى اجماع حول تحديد أساس مشروع للتدخل المحتمل في يوغوسلافيا. ووصف رئيس الوزراء البريطاني توني بلير خطط الحلف للتدخل في أزمة كوسوفو بأنها "أحرزت تقدماً وأن قوات الحلف في وضع يتيح لها القيام بهذا التدخل". وأكد بلير أنه يجب ان لا يكون هناك أدنى شك لدى ميلوشيفيتش بأن الحلف "مصمم على المضي في خططه حتى النهاية". واستمرت مغادرة رعايا الدول الغربية ليوغوسلافيا، وأكدت الولاياتالمتحدة نصائحها السابقة لرعاياها الذين يرغبون بالسفر إلى صربيا والجبل الأسود بپ"الغاء رحلاتهم بسبب الأخطار المحتملة التي تواجههم". كما أكدت على الرعايا والقوات الأميركية في البوسنة بپ"وجوب التزام الحذر الشديد، خصوصاً في المناطق الخاضعة للسيطرة الصربية". ومن جانبه، أكد تلفزيون بلغراد أن مواقف دول الحلف الأطلسي متباينة في شأن القيام بعمل عسكري ضد يوغوسلافيا "إلى حد أن غالبية دول الحلف إما مترددة أو معارضة للضغوط الأميركية والبريطانية التي ترمي إلى الخيار العسكري في حل أزمة كوسوفو". وواصل المبعوث الأميركي ريتشارد هولبروك مساعيه لايجاد تسوية للصراع الصربي - الألباني على أساس مشروع يحقق الحكم الذاتي لأقليم كوسوفو، في إطار يوغوسلافيا وصربيا. وبعد محادثات مطولة أجراها في بلغراد مع الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش الليلة قبل الماضية، انتقل صباح أمس إلى بريشتينا واجتمع مع إبراهيم روغوفا وغيره من زعماء الألبان ثم عاد إلى بلغراد لاستئناف محادثاته مع الرئيس ميلوشيفيتش. وأبلع مصدر صربي مطلع "الحياة" عبر مكالمة هاتفية من بلغراد أن هولبروك لا يزال يأمل في إمكان تحقيق اتفاق ما في شأن كوسوفو "استناداً إلى ما أظهره الرئيس ميلوشيفيتش من تفاهم لمطالب مجلس الأمن ومجموعة الاتصال الخاصة بوقف النار وسحب القوات الصربية وحرية منظمات الاغاثة وعودة النازحين والبدء بمفاوضات جدية". وأشار المصدر إلى ان المشكلة أصبحت محصورة "في كيفية التحقق من تنفيذ هذه المطالب بعد الاتفاق عليها، إضافة إلى إنهاء سعي الألبان إلى تحقيق استقلال كوسوفو". وأضاف المصدر بأنه يوجد نوع من القبول بمراقبة روسية وأميركية بمشاركة دول أوروبية لتطبيق الاتفاق "لكن التوجه حالياً يتركز حول التوفيق بين المطلب الأميركي بأن يكون المراقبون عسكريين ورفض ميلوشيفيتش كل وجود عسكري دولي في الأراضي اليوغوسلافية".