بغداد - أ ف ب - أعلن العراق أمس استعداده لمواجهة التهديدات الاميركية بتوجيه ضربة عسكرية إليه في حال تجددت الأزمة بينه وبين فرق التفتيش. وشدد على "أعلى درجات التصميم والاستعداد لمواجهة عدوانية الأشرار الحاقدين ودحرها". وبعث وزير الخارجية العراقي السيد محمد سعيد الصحاف برسالة الى رئيس مجلس الأمن بيتر بورليه اميركي حذر فيها من مضاعفات "التهديدات الخطيرة التي يوجهها كبار مسؤولي الإدارة الاميركية وتستهدف أمن العراق وسيادته". وأفادت "وكالة الانباء العراقية" ان الصحاف أكد في رسالته ان "هذه التهديدات تشكل خرقاً واضحاً لميثاق الاممالمتحدة ومبادئ القوانين الدولية"، وطلب من الاممالمتحدة بعد التطرق الى "الأعمال العدوانية" التي "تمارسها" الولاياتالمتحدة ان "تناقش هذه القضية الخطيرة وتعطيها الأولوية". وكان الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان حذر الرئيس العراقي صدام حسين الاثنين من ان الولاياتالمتحدةوبريطانيا ستوجهان ضربة للعراق في حال تجددت الأزمة. وتجنب العراق تدخلاً عسكرياً اميركياً - بريطانياً كان وشيكاً منتصف الشهر الماضي عندما تراجع صدام في آخر لحظة عن قراره تعليق التعاون مع فرق التفتيش التابعة للجنة الخاصة المكلفة التحقق من نزع أسلحة الدمار الشامل العراقية أونسكوم. بتلر "وجوقة المعارضة" وأمس جددت صحيفة "بابل" العراقية اتهامها رئيس اللجنة بإثارة أزمة تبرر ضربة اميركية للعراق عن طريق مطالبته بوثائق في شأن تسليحه. وكتبت "بابل" التي يشرف عليها عدي صدام حسين النجل الأكبر للرئيس العراقي، ان رئيس اللجنة ريتشارد بتلر يهدف الى "خلق أزمة جديدة تبرر للحكومة الاميركية توجيه التهديدات العدوانية للعراق والسعي الى التدخل في شؤونه الداخلية". واعتبرت ان بتلر يحاول بمطالبه "ان يفلسف النهج المنحرف الذي اختطته الحكومة الاميركية للجنة الخاصة منذ تأسيسها بموجب القرار 687 عام 1991". ورأت ان تركيز بتلر على المطالبة بالوثائق واعتبارها الغاية الأساسية للجنة "يعني عملياً ان مهمات نزع السلاح المحظور بموجب القرار 687 انتهت. وهذا الاستنتاج المنطقي يقود أي محلل منصف الى القول ان اللجنة لا تمتلك أي دليل على عدم اكتمال عملية نزع الأسلحة المحظورة في العراق". وسخرت صحيفة "القادسية" الناطقة باسم وزارة الدفاع العراقية من محاولات الولاياتالمتحدة تغيير النظام في العراق، وكتبت ان "كل ما لديهم من عملاء لا يتعدى الألف، فهل يكفي هذا العدد لمواجهة أي فرقة حزبية أو فوج من الجيش العراقي". وأشارت الى ان الجيش "بعثر دروع" قوات التحالف خلال "حرب الخليج". وأضافت في اشارة الى الحظر: "لم يقطعوا عنه صفقة القمح فقط اعتبروا حتى مبيدات الحشرات أسلحة كيماوية، وبعد هذا الاخفاق عادوا ليعزفوا من خلال جوقة المعارضة". الى ذلك، أحيا العراق امس "ذكرى شهداء" الحرب مع ايران 1980 - 1988 واكد "الاستعداد لمواجهة عدوانية الأشرار الحاقدين ودحرها" في اشارة الى التهديدات الاميركية. ووضع نائب رئيس مجلس قيادة الثورة عزة ابراهيم الدوري إكليلاً من الزهر على نصب الشهداء في بغداد، وهو قبة زرقاء كبيرة على شكل قلب مقسوم الى نصفين. وحضر الاحتفال نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز ومسؤولون سياسيون وعسكريون وعدد من اعضاء السلك الديبلوماسي. وكتبت صحيفة "القادسية": "إن أعداءنا من اميركان وصهاينة يعلمون جيداً ان العراقيين الذين قدموا آلاف الشهداء في معركة قادسية صدام المجيدة وملحمة أم المعارك الخالدة حرب الخليج وفي المجابهة الحازمة لمؤامرة الحصار، يقفون اليوم في أعلى درجات التصميم والاستعداد لمواجهة عدوانية الأشرار الحاقدين ودحرها".