عبرت الفنانة الهندية عائشة داكار عن سعادتها بحصول فيلمها "الارهابية" على ثلاث جوائز في مسابقة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الثاني والعشرين، وهي: أفضل فيلم الهرم الذهبي، وأفضل إخراج للمخرج سانتوش سيفان، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة للإبداع الفني التي نالتها داكار عن دورها في الفيلم نفسه، ويصور الفتاة "مالي" التي كانت تعيش حياة عادية مثل أي فتاة حتى قتل شقيقها على أيدي القوات الحكومية، فما كان منها إلا أن انضمت إلى الجماعات الارهابية واشتركت معهم في عملية اغتيال رئيس الوزراء الراحل راجيف غاندي. قالت داكار في مؤتمر صحافي عقدته السفارة الهندية في القاهرة الاسبوع الماضي تحت رعاية السفير شيف شانكر موكرجي: "لم أكن اتوقع على الإطلاق الحصول على جائزة ولهذا أنا سعيدة جداً". "الارهابية" من الأفلام الجيدة وهو يعتمد على قصة حقيقية، ألا وهي قصة اغتيال راجيف غاندي. بنى المخرج سانتوش سيفان بحسه الفني رؤيته إلى هذه القضية ونقل الفيلم القضية بواقعية نقل النبض الحقيقي للشخصية من خلال مالي، إلا أن الفيلم يعبر عن موقف هندي سياسي حقيقي، وعندما تم عرضه في باريس جاءني رجل ايرلندي بعد العرض يبكي، ثم قال لي إنه عندما شاهد الفيلم تذكر أحد اصدقائه الذي لقي مصرعه على يد الجماعات الارهابية المتطرفة. ما المدة التي استغرقها انتاج هذا الفيلم؟ - عندما حصلت على نص الفيلم استغرقت قراءتي له ما يقرب من العامين، وحين اقتنعت تم تصويره في فترة قصيرة جداً، ما يقرب من عشرين يوماً، ولكن صادفنا الكثير من الصعاب اثناء التصوير، فقبل اليوم الأخير للتصوير كسرت ساقي ونصحني الأطباء بالراحة ولكنني تحاملت على نفسي واكملت الفيلم حتى النهاية. ما أصعب مشهد قمتِ بتمثيله في هذا الفيلم؟ - كان هناك مشاهد غاية في الصعوبة عندما كانت "البطلة" حاملاً، وكانت تريد الخروج من المنزل، فكسرت النافذة وكان اليأس يسيطر عليها، واستغرق تصويره يوماً كاملاً ومما زاد من صعوبة تصوير هذا المشهد أنه بعد أن كسرت ساقي، وكان على فريق العمل ان يقوم بنقلي من مكان الى آخر حتى لا يتوقف التصوير ويتعطل العمل في الفيلم. الأفلام في السينما الهندية الجديدة والحديثة تنتمي الى مدرستين مدرسة الافلام التجارية ومدرسة الافلام الدرامية، الى أي المدرستين يمكن ان ينتمي فيلم "الارهابية"؟ - "الارهابية" ليس فيلماً تجارياً على الإطلاق. ماذا لو عرض عليك الاشتراك في فيلم تجاري؟ - سأمثل أي فيلم تجاري يكون على مستوى عال، ولكن هذه الافلام التجارية تفرض بعض الالتزامات على بطلة الفيلم، فعليها أن تغني وترقص وهذا يشعرني بالإحباط لأنني لا أجد متعة في ذلك. متى بدأت حياتك الفنية؟ - بدأت التمثيل وعمري 9 سنوات واشتركت في فيلم فرنسي يدور حول التجسيد واشترك هذا الفيلم في مهرجان "كان" كما واصلت مشواري في الفن بعد انتهاء دراستي في تموز يوليو الماضي. ما شعورك وانتِ تقومين بأداء دور الارهابية؟ - كنت مدهوشة ومسرورة جداً بهذا الدور، إذ كتب السيناريو بمنتهى البراعة، وكان الدور يتطلب بذل المزيد من الجهد، ولذلك كنت مستمتعة للغاية خلال هذا الفيلم وخصوصاً أنه فيلم درامي وأجد فيه نفسي وأحس بمتعة في مثل تلك الشخصيات التي تنقل الواقع إلى مستوى رمزي متعلق بأبعاد شخصية البطلة، فمثلاً الماء تجسد من خلال صور عدة للنهر والدموع والأمطار، وهو يشير في كل هذا إلى الانسانية لدى هذه البطلة، وتعد نهاية الفيلم المفتوحة ذات مغزى جيد، إذ تترك المشاهد يفكر في ما ستفعله هذه المرأة، وأعتقد أن الخيار الذي تحتم عليها في البداية لم يكن نابعاً منها، ولذلك عندما اختارت في النهاية كان قرارها هو الاتجاه الى حياة جديدة بعيداً عن الارهاب، وهذا يعد باعثاً على الأمل في نهاية العمل.