دخلت سونيا غاندي سجلات التاريخ عقب زواجها من رئيس وزراء الهند السابق راجيف، وهو الابن الأكبر لرئيسة الوزراء السابقة أنديرا غاندي وحفيد جواهر لال نهرو أول رئيس وزراء في الهند، وعقب الأوقات الصعبة التي مرت بها بعد اغتياله ودخولها إلى الساحة السياسية. وهي من قيادات حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي سيطر على الساحة السياسية الهندية منذ الاستقلال عام 1947. وبصفتها رئيسة للحزب، ينظر إلى غاندي على أنها قوة مستترة في حكومة رئيس الوزراء الحالي مانموهان سينج. ورد اسم سونيا غاندي، الإيطالية الأصل، في قائمة مجلة «فوربس» لعام 2004، بوصفها ثالث أقوى امرأة في العالم بعد الأمريكية كونداليزا رايس مستشارة الأمن القومي ذلك الحين، ووي يي نائبة الرئيس الصيني. ويهتم حزب المؤتمر بأي إشارة إلى العائلة الأولى داخل الحزب، سواء أدبيا أو سينمائيا. ويسعى دائما إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد ذكر العائلة في الأفلام والكتب والرسوم الكرتونية. وشن حربا من أجل الدفاع عن رئيسته سونيا غاندي، 75 عاما، بعد نشر كتاب إسباني يحمل عنوان «الساري الأحمر»، ويتناول ترجمة غير مصرح بها لها، من خلال اتخاذ إجراءات لمنع نشر الرواية باللغة الإنجليزية داخل الهند. وقد نشرت رواية المؤلف خافيير مورو للمرة الأولى باللغة الإسبانية في أكتوبر 2008، وترجمت إلى الإيطالية والفرنسية والهولندية، حيث أشار الكاتب إلى أصول سونيا داخل إيطاليا. وتركزت اعتراضات الحزب في الأساس على فقرات تظهر سونيا وهي تريد العودة إلى إيطاليا مع زوجها راجيف وأطفالهم بعد الهزيمة الانتخابية التي منيت بها أنديرا غاندي في عام 1977. واستخدم الكاتب الأسلوب الأدبي لإعادة تصوير الضغوط على سونيا من جانب أمها باولا ماينو، للرحيل من البلاد والاستقرار في مسقط رأسهم أوروباسانو بالقرب من مدينة تورين الإيطالية، في أعقاب اغتيال زوجها في مايو 1991. ولم يوافق حزب المؤتمر الوطني على هذه الفقرات، وطلب حظر نشر الترجمة الإنجليزية للكتاب الذي أثار زوبعة أخرى عندما أرسل محامو سونيا إخطارا قانونيا إلى المؤلف، وأوضحوا أن الكتاب «يحتوي على أشياء غير حقيقية، وأنصاف حقائق، وأكاذيب، وتصريحات مفبركة. وهو عبارة عن عمل روائي، يعتمد على حياة شخص حي، وهذا أمر غير مقبول». ولم يكن كتاب مورو السبب الوحيد وراء استثارة الشكوك. فقد دفع فيلم «راجنيتي» حزب المؤتمر إلى اقتحام عالم الفن، عندما راجع الفيلم بعد أن أقره مجلس رقابة الأفلام الهندية. وقد جذبت القصة السياسية في الفيلم، الذي حقق إيرادات كبيرة، انتباه الحزب بسبب مماثلتها، كما يزعم، لحياة عائلة غاندي، وبدا أن زي بطلة الفيلم كاترينا كييف، وأسلوبها يشبه سونيا غاندي بدرجة كبيرة. وفي المقابل، وجه سياسيون ومثقفون انتقادا إلى ضيق صدر حزب المؤتمر الوطني. ووصف الحزب السياسي المعارض «بهاراتيا جاناتا» الإجراءات الرقابية بأنها عودة إلى حالة الطوارئ في السبعينات، عندما تم حظر الكتب والأفلام والصحف التي ينظر إليها على أنها مناوئة للحكومة. ويوضح المؤرخ البارز راماشاندرا جوها أنه ضد هذا النوع من السلوك وضد الرقابة. وقال: «إذا كان هناك من يختلف مع كتاب، فعليه أن يرد على ذلك بكتاب آخر، وليس من خلال الحظر»