علّق رئيس الجمهورية اللبنانية السابق أمين الجميّل عودته إلى بيروت التي كانت مقررة أمس حتى إشعار آخر. وعلمت "الحياة" من مصدر مطّلع في باريس أن سبب إرجاء عودة الجميّل مردّه إلى أنه تبلّغ عبر السفارة اللبنانية في العاصمة الفرنسية مساء أول من أمس رسالة غير مطمئنة عن مجيئه إلى بيروت من الخارجية اللبنانية. وذكر المصدر أن "هناك تهديداً بفتح ملف للجميّل عن وجود إتصالات له مع بعض الإسرائيليين". وأضاف أن "المدّعي العام التمييزي القاضي عدنان عضوم أدلى بمعلومات أن ليس هناك أي مأخذ قضائي عليه وأنها قضية سياسية". وفيما رفضت عائلة الجميّل التعليق على تأجيل الزيارة، ذكرت "وكالة الأنباء المركزية" في بيروت نقلاً عن مصادر الجميل في بيروت انه "إتصل بالسفير اللبناني في باريس ناجي أبو عاصي، الخميس الماضي، وأبلغه رسمياً نبأ عودته إلى بيروت، فأبرق السفير بذلك إلى وزارة الخارجية. وقبيل منتصف الليل تلقت السفارة رسالة بالفاكس من الأمين العام للوزارة السفير ظافر الحسن أبلغ نصّها القنصل العام في باريس روبير نعوم إلى الجميّل، ومفادها أن ليس هناك ملف مالي أو مادي في حقه لكن هناك موضوعاً قضائياً يتعلق باتصالات أجراها مع الإسرائيليين". وصباح أمس إتصل الجميّل بالسفير الحسن لاستفسار الحقيقة فأكد الموضوع، نافياً علمه بأي تفاصيل إضافية. وكان وكيلا الرئيس الجميّل في بيروت، المحاميان أسعد الباشا ومورييال الجميّل زارا القاضي عضوم وسألاه عما إذا كانت هناك مذكرة توقيف بحق الجميّل صادرة عن القضاء اللبناني؟ فنفى عضوم ذلك. ونقل عنه "لكن إذا عاد الجميّل وتبيّن أنه ارتكب جرائم معيّنة فعندها لكل حادث حديث". وذكرت مصادر قضائية أنه "لا يوجد أي تدبير قضائي بحق الرئىس الجميّل، الذي طلب ضمانات قضائية. إلا أن القضاء لا يعطي ضمانة لأحد وأن الجميع تحت القانون". وفور التأكد من تعليق عودته، توجّه نجله بيار على رأس وفد كتائبي إلى بكركي حيث التقوا البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير ووضعوه في أجواء التأجيل. ورفض بيار الجميّل الإدلاء بأي تصريح، مشيراً إلى أن بياناً سيصدر من باريس يشرح كل التفاصيل التي حالت دون عودة والده إلى بيروت