صرح وزير الدفاع الكويتي الشيخ سالم الصباح أمس بأنه يجري اتصالات مع الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد للتعرف الى مدى صدقية ما نقلته وسائل الإعلام عن عرض بغداد التفاوض معها مباشرة في شأن مصير الأسرى الكويتيين. وكانت مصادر صحافية أفادت أمس ان عبدالمجيد أبلغ وفداً برلمانياً كويتياً يزور القاهرة ان الرئيس صدام حسين أعلمه بضرورة تفاوض الكويت معه مباشرة إذا أرادت اطلاق أسراها، وانه لا يريد أن يتدخل أحد في هذا الجانب. ونُسِب الى الرئيس العراقي قوله: "اذا أرادوا أسراهم فليفاوضوني مباشرة". وقال الشيخ سالم الذي كلف ملف الأسرى لصحافيين أمس: "الحمد لله ان النظام العراقي اعترف بأن هناك أسرى". لكنه أوضح رداً على اسئلة انه "ليس مطلعاً على ما قيل بالضبط". وأضاف: "نحن على اتصال الآن بعصمت عبدالمجيد كي نعرف صدقية ما قيل ونقل في الصحافة". وعن مدى استعداد الكويت لقبول التفاوض المباشر مع العراق قال الشيخ سالم: "لست من يقرر هذا الأمر، ونحن في اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى المفقودين سنجتمع مع أهالي الأسرى ونناقشهم في هذا الموضوع ثم نرفعه للحكومة لاتخاذ ما تراه" مناسباً. في غضون ذلك، اجتمع الشيخ سالم أمس مع اعضاء لجنة شؤون الداخلية والدفاع في مجلس الأمة البرلمان، وقال رئيس اللجنة النائب حسين الدوسري ان النواب ناقشوا مع الوزير صفقة المدافع الأميركية التي يستمر جدل بين النواب حول شبهات مالية فيها. وأوضح الدوسري ان الشيخ سالم وعد اللجنة بتسهيل لقاءات لها مع القيادات العسكرية المختصة لاطلاع اللجنة على التفاصيل الفنية للصفقة. ونقل عن الشيخ سالم نفيه وجود وسطاء أو عمولات في الصفقة التي تقدر قيمتها بنصف بليون دولار، وتأكيده انها صفقة بين حكومتين، وتتم في شكل مباشر. في القاهرة، حمل رئيس مجلس الأمة الكويتي السيد أحمد السعدون على النظام العراقي واتهمه بالتسبب في "تفكك" الأمة العربية وعدم الالتزام بقرارات الشرعية الدولية في شأن ملف الأسرى. وشدد السعدون الذي يزور مصر على "تمسك الكويت بإنهاء ملف الأسرى والمرتهنين الكويتيين لدى النظام العراقي". وقال: ان بلاده قدمت لائحة تضم 126 فرداً وأماكن اعتقالهم في العراق، لافتاً الى ان "النظام العراقي لا يوافق على التصريح لممثلي اللجنة الدولية للصليب الاحمر بزيارة السجون الا بعد قيامه بنقل المعتقلين الى أماكن اخرى".