قالت أمس مصادر جزائرية مطلعة ان وسيطاً بين "الجيش الإسلامي للإنقاذ" و"الجماعة الإسلامية المسلحة" خُطف أخيراً في شرق الجزائر. وفي حين تردد انه خُطف في إطار صراعات بين بعض الأجهزة الجزائرية، قالت مصادر قريبة من "جيش الإنقاذ" ان الشرطة اعتقلته مع إثنين من "الجماعة" بعدما عثرت على أسلحة في سيارتهما في باتنة. وقالت المصادر المطلعة التي إتصلت "الحياة" بها هاتفياً في الجزائر، ان هذا الوسيط الذي يُعرف باسم "شُعيب"، نجح بالفعل في إقامة إتصال بقيادة المنطقة الخامسة في "الجماعة المسلحة" باتنة، شرق البلاد، وانه حصل على رد منها يُحدد شروطها للإنضمام الى الهدنة، لكنه اختفى، قبل 3 أسابيع، في مدينة باتنة، بعد نزوله من أحد مراكز "الجماعة" في عاصمة جبال الأوراس. وأضافت ان "أمير المنطقة الخامسة" في "الجماعة" نبيل صحراوي أبلغ "وسيط" أمير "جيش الإنقاذ" مدني مزراق شرطين لقبول الإنضمام الى الهدنة. وقالت ان الشرط الأول يتعلق بضرورة إبلاغه ب "كل خلفيات الهدنة"، والثاني تقديم "ضمانات في شأن الدماء التي سالت من عناصر الجماعة على يد عناصر جيش الإنقاذ". ومعلوم ان مواجهات حصلت في السابق بين الطرفين في أكثر من منطقة في الجزائر. ورجّحت هذه المصادر ان يكون الهدف من "خطف" وسيط "جيش الإنقاذ" هو القاء اللوم على "الجماعة" في اختفائه، وعرقلة إنضمامها الى الهدنة التي بدأ تنفيذها في تشرين الأول اكتوبر 1997. وأكدت مصادر قريبة من "جيش الإنقاذ" ل "الحياة" خبر إختفاء الوسيط، لكنها استبعدت ان يكون خطفه يعود الى خلافات بين أجهزة الحكم. وقالت هذه المصادر ان الشخص بالفعل "صلة اتصال" ل "جيش الإنقاذ" بهذه المنطقة، وانه لم يكن يسعى الى إقناع "الجماعة" بالإنضمام الى الهدنة، بل ترتيب طريقة الإتصال بها في باتنة. وأوضحت ان "جيش الإنقاذ" يُرسل مسؤولين فيه بدرجة أُمراء لديهم "كفاءة شرعية وقدرة على الإقناع"، الى الجبال للإتصال بالجماعات المسلحة ومحاولة ضمها الى الهدنة.