التقى الرئيس حسني مبارك امس الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي توقف في منتجع شرم الشيخ في طريق عودته الى غزة من العاصمة الأسبانية مدريد. وعقد مبارك وعرفات اجتماعاً ثنائياً عرض فيه الأخير تطورات الموقف على المسار الفلسطيني - الاسرائيلي والعراقيل التي تضعها اسرائيل امام تنفيذ اتفاق واي بلانتيشن، واعقب ذلك اجتماع موسع ضم وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى والدكتور اسامة الباز مستشار الرئيس للشؤون السياسية، حضره من الجانب الفلسطيني السيد فيصل الحسيني مسؤول ملف القدس ووزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور نبيل شعث والسيد زهدي القدرة سفير فلسطين في القاهرة والمستشار الإعلامي للرئيس الفلسطيني السيد نبيل أبو ردينة. وقال موسى عقب الاجتماع إن المحادثات تركزت على مسار واحتمالات تنفيذ الاتفاق وما لوحظ من أسلوب المماطلة الاسرائيلية، واضاف "تلقينا خلال المحادثات نبأ اجتماع الحكومة الاسرائيلية للنظر في الاتفاق، وهو خطوة طبيعية وجاءت متأخرة"، مؤكداً دعم القاهرة للرئيس عرفات. واوضح موسى ان الرئيس مبارك عبر عن تأييده للرئيس عرفات والموقف الفلسطيني طالما يقف موقفاً حازماً وواضحاً ازاء سياسة المماطلة والمطالبة بمزيد من الخطوات التي يسميها البعض تنازلات. واعتبر ان "تنفيذ الاتفاق بحد ذاته سيعتبر خطوة تقلل من الجو المحبط والغاضب في الشرق الاوسط. ولم يعط موسى اهتماماً لأسباب المماطلة الاسرائيلية. وقال "لا يهمنا ان كانت الاسباب لامتصاص غضب المتشددين أو لظروف خارجية. كل هذه حجج سمعناها من قبل وروايات قديمة وما يهمنا هو التنفيذ، والرئيس عرفات يشعر بضيق شديد من المماطلة الاسرائيلية وابلغنا عدم امكان الاستمرار بهذا الشكل". وعن تصورات الرئيس عرفات في حال عدم تنفيذ الاتفاق قال: "ذلك سيعيدنا الى نقطة الصفر، وندرس الموقف والاحتمالات"، مفضلاً عدم الخوض في التفاصيل، مؤكداً عدم علمه بموضوع الضمانات الاميركية. وأشار موسى الى ما أبداه عرفات من بلوغه نهاية الطريق في ما يتعلق بخطوات اضافية في شأن الاتفاق، وشدد وزير الخارجية على ان "مصر لا يمكن ان تنصحه عرفات بدفع مقابل اكثر لأن اسرائيل تريد بيع السلعة الواحدة اكثر من مرة مقابل ثمن جديد وهذا خطأ لا يمكن الوقوع فيه". ورداً على سؤال ل "الحياة" عن بدء عرفات تنفيذ البنود الامنية في الاتفاق رغم تأجيل اسرائيل تنفيذها، قال موسى: "ان الاتفاق يتطلب التزاماً من الطرفين، واحدهما يجب ان يبدأ، وهذا ما فعله الفلسطينيون وهو دليل يعكس رغبتهم وقرارهم ان ينفذوا التزامهم". واعتبر موسى ان المطالب الاسرائيلية في شأن قائمة ال 30 المطلوبين أمنياً "مثيرة للدهشة بل والسخرية لأنها ليست طريقة تعامل سياسي مع اتفاق تم توقيعه على اعلى مستوى"، مشيرا الى ان الرئيس عرفات قال إنه تم القبض على 12 مطلوباً.