نقل وزير التخطيط في السلطة الفلسطينية الدكتور نبيل شعث عن الرئيس حسني مبارك قوله لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، خلال اتصال هاتفي بينهما مساء أول من امس: "إذا نفذت الاتفاق واي بلانتيشن سيكون ذلك شئاً طيباً، وإذا لم تنفذ ستزداد الأمور سوءآَ". وأكد شعث أن الرئيس بيل كلينتون سيزور المنطقة أول كانون الأول ديسمبر المقبل على الأرجح "لمتابعة تنفيذ الاتفاق والاطمئنان بنفسه على التنفيذ". وكان الرئيس مبارك عقد أمس جلستي محادثات مع الرئيس ياسر عرفات، الأولى اقتصرت عليهما، والثانية ضمت اعضاء وفدي الطرفين، واطلع عرفات مبارك على النص الرسمي للاتفاق الذي وقعه قبل يومين في واشنطن مع رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتانياهو، ووقعه الرئيس الاميركي كضامن. وأعرب عرفات في تصريحات للصحافيين في مطار القاهرة قبيل مغادرته أمس عن أمله في "تنفيذ الاتفاق تنفيذاً دقيقاً وأميناً حتى نستطيع القول إننا دفعنا عملية السلام الى الأمام وحمينا سلام الشجعان". ووصف محادثاته مع الرئيس مبارك بأنها "ايجابية وبناءة"، مشيراً الى أن جولته العربية زار الجزائر والمغرب وينوي زيارة السعودية تأتي لمناقشة التطورات الاخيرة مع القادة العرب. وأجرى عرفات محادثات مساء أمس في الرباط مع العاهل المغربي الملك الحسن الثاني رئيس لجنة القدس ركزت على مضمون اتفاق واشنطن. وأعرب الدكتور اسامة الباز المستشار السياسي للرئيس مبارك - الذي كان في وداع عرفات - عن أمله أيضاً في "أن يتم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه حتى نعد للخطوات المقبلة في المستقبل وفي مقدمها إعادة الانتشار الثالث والإعداد لبدء مفاوضات الوضع النهائي ووقف الإجراءات الآحادية الجانب". واعتبر شعث أنه "بنهاية تنفيذ الاتفاق بعد اسبوعين من الآن نكون انتهينا من مفاوضات المرحلة الانتقالية وندخل مفاوضات الحل النهائي الحاسمة في تحديد إطار الدولة الفلسطينية المستقبلية". وقال: "لا تنازل عن شبر واحد من الأراضي الفلسطينية سواء في القدس أو غيرها وسنتكلم على كل الأرض ونأخذها كما فعلت مصر بالنسبة الى سيناء وليس لدينا موانع من وجود قوات دولية في بعض المناطق"، لافتاً إلى "أنه تقرر إبقاء المرحلة الثالثة من إعادة الانتشار لكي تحددها لجنة فلسطينية - إسرائيلية قبل الوصول الى الحل النهائي". وشدد شعث على أن الولاياتالمتحدة "تكفلت بأن تقوم بدور قوي لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه سواء من قبل الحكومة الاميركية أو الاستخبارات"، مشيراً الى أن دنيس روس منسق عملية السلام في الشرق الأوسط سيصل الى المنطقة وسيبقى لمدة ثلاثة اسابيع للإشراف على عمليات التنفيذ الخاصة بالاتفاق وتذليل ما قد يظهر من عقبات. وكان شارك في المحادثات الموسعة من الجانب المصري رئيس الحكومة الدكتور كمال الجنزوري، ووزير الخارجية عمرو موسى والدكتور اسامة الباز المستشار السياسي للرئيس، ومن الجانب الفلسطيني محمود عباس أبو مازن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وأحمد قريع رئيس المجلس التشريعي، ونبيل شعث وزير التخطيط والتعاون الدولي في السلطة، ونبيل أبو ردينة المستشار الإعلامي لعرفات، وزهدي القدرة سفير فلسطين في مصر، الذي كان على رأس وفود فلسطينية استقبلت عرفات عند وصوله القاهرة مساء أول من امس، فيما أوفد مبارك وزير التنمية الريفية محمود شريف لاستقبال عرفات. من ناحية أخرى، بعث مبارك رسالة الى الرئيس الاميركي عبر فيها عن أمله في "استمرار الاهتمام من جانب الولاياتالمتحدة بعملية السلام حتى يتحقق السلام الشامل والعادل على جميع المسارات"، كما تلقى مبارك اتصالاً هاتفياً من نتانياهو مساء أول من امس ذكرت مصادر رسمية أن مبارك عبر خلالها أيضاً عن أمله في "نجاح تنفيذ الاتفاق لبناء الثقة"، مشدداً على أهمية "توفر النيات الحسنة".