لاحت بواد انشقاق داخل تنظيم «القاعدة»، اذ اطلق المصري «سيف العدل» المسؤول العسكري للتنظيم و «الرجل الثالث» فيه سابقاً، دعوة الى مراجعة شاملة للعمليات التي نفذت، بما في ذلك هجمات 11 ايلول (سبتمبر) 2001، بهدف «تقييم المرحلة الماضية واستخلاص العبر، ورسم استراتيجية للمستقبل». وأطلق «سيف العدل» مراجعته من منطقة افغانية قريبة من الحدود مع باكستان، اتخذها معقلاً له، بعد اطلاق سراحه في ايران، بموجب مبادلة افرج خلالها ناشطو «القاعدة» عن الملحق التجاري الذي اختطفوه في بيشاور في تشرين الثاني (نوفمبر) 2008. في المقابل، اطلقت السلطات الإيرانية 16 من قيادات «القاعدة» الذين وضعوا قيد الاقامة الجبرية بعد لجوئهم إلى إيران اثر انهيار نظام «طالبان» أواخر العام 2001، ضمن اتفاق ابرمه مع طهران آنذاك «أبو حفص الموريتاني» ( محفوظ بن الوالد) رئيس اللجنة الشرعية السابق في «القاعدة». ووجه «سيف العدل» (وهو ضابط سابق في الجيش المصري) الى قيادة التنظيم خمس رسائل، تردد انها اثارت انزعاجاً لدى اسامة بن لادن، ما دفع الرجل الثاني في «القاعدة» ايمن الظواهري الى الاتصال ب «سيف العدل» في محاولة لثنيه عن توجهاته، خصوصاً انها تأتي بعد أسابيع من نشر الناطق السابق باسم التنظيم سليمان أبو غيث كتابه «عشرون وصية على طريق الجهاد» الذي تضمن انتقادات مبطنة لقيادة «القاعدة»، داعياً الى تجنب «أعمال يمكن أن تضر بمجموع المسلمين، من دون أن تكون القيادة نالت تفويضاً من الأمة للقيام بهذه الأعمال». كما تأتي بعد دعوة «أبو الوليد المصري» (مصطفى حامد) المقرب من بن لادن إلى حل «القاعدة»، نظراً الى «انضمام تنظيمات غير معروفة وصاحبة تاريخ دموي» الى «القاعدة» من دون ان تكون لبن لادن معرفة بأهداف هذه التنظيمات التي قال حامد انها «ارتكبت أعمالاً ما كان ليوافق عليها بن لادن لو استشير فيها قبل وقوعها، ولكن أصبح يتحمل وزرها». ورأى حامد في مقال أخيراً ان «القاعدة لم تحقق أي نجاح يذكر أو تقدم في قضية إسلامية في أي مكان، والفوائد التي جناها العدو منها، هائلة بكل المقاييس بحيث يمكن اعتبارها أحد الثوابت الأساسية في استراتيجيته الدولية بل وفي تثبيت الانظمة في الولاياتالمتحدة وأوروبا». واعتبرت مصادر باكستانية مطلعة ان انخراط القادة السابقين في»القاعدة» في مراجعات، يعكس تبايناً متزايداً في وجهات النظر بين بن لادن وأعضاء في مجلس شورى التنظيم، ما يصب في مصلحة محاولات لإقناع «طالبان» بفض تحالفها مع «القاعدة»، خصوصاً ان عدداً من اعضاء التنظيم الذين اطلقوا من الإقامة الجبرية في إيران، آثروا الإقامة في افغانستان، مستفيدين من مبايعتهم السابقة لزعيم الحركة الملا محمد عمر. على صعيد آخر، تلقت «طالبان» ضربة موجعة، اثر نجاح قوات التحالف في شمال أفغانستان، في قتل الملا بهادور قائد الحركة في ولاية قندوز شمال افغانستان. وأعلن التحالف امس، ان بهادور الذي عينه الملا عمر «حاكم ظل» للولاية، قتل مع أحد حراسه في مكمن، كما جرح أربعة آخرون من مرافقيه. ووقع الحادث في مديرية تشار داره التي كانت في السابق أحد معاقل «طالبان» قبل الهجوم الأميركي على أفغانستان. ويأتي استهداف بهادور في اطار سلسلة عمليات ناجحة للقوات «الاطلسية» والافغانية، اسفرت عن قتل عدد من مقاتلي الحركة خلال الشهر الاخير من العام 2010.