تتحدث الأوساط السياسية والاعلامية في بيشاور عن حال الاختراق التي اوجدها الثري العربي اسامة بن لادن في الاعلام الباكستاني، خصوصاً بعدما بدا هذا الاعلام يشن حملة على الولاياتالمتحدة بسبب ملاحقتها له. ويقول بعض الخبراء والمعنيين في بيشاور ان هذا مرده الى حال الاحباط التي تنتاب الشارع الباكستاني من ازدواجية المعايير الاميركية في الشرق الأوسط، وسياسة اميركا المفضلة للهند على باكستان اضافة الى تخلي الاميركيين عن اسلام آباد بعد رحيل الاتحاد السوفياتي عن افغانستان. وفي الشهر الماضي، أرسل ابن لادن رسالة الى رئيس تحرير جريدة محلية في بيشاور حصلت "الحياة" على نسخة عنها، اشاد فيها بالمقالات التي نشرتها تأييداً له ومعاداتها الولاياتالمتحدة. وقال ان لادن في رسالته: "نحن ندرك ان العمل الصحافي الناجح من أهم الأسلحة التي تتدرع بها أمتنا في معركتها الحالية، اذ استخدم أعداؤنا ضدنا أضخم آلة اعلامية في العالم وسخروها لطمس الحقائق ونشر الأكاذيب ووظفوها لمخادعة أجيالنا الصاعدة عن طبيعة المعركة ولشغلهم عن أسرار القوة". أما الجريدة الاسبوعية التي تصدر في كراتشي باللغة الأوردية باسم "ضرب المؤمن" فيتردد عن تلقيها دعماً من الثري العربي وهي قريبة من خط حركة "طالبان". ويتجسد ذلك بالمقالات والوثائق التي حصلت عليها ونشرتها بعد سيطرة الحركة على مزار الشريف عاصمة الشمال الافغاني. هدايا لصحافيين وتجزم بعض الأوساط المطلعة التي تحدثت اليها "الحياة" عن تلقي بعض الصحافيين الكبار لهدايا ومنحاً مالية من ابن لادن في مقابل هذه المقالات التي ربما جاء بعضها بدافع ذاتي من الصحافيين أنفسهم نظراً الى تلاقي المصالح في خط العداء مع واشنطن. ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد إذ ظهرت كتب باللغة الأوردية عن اسامة بن لادن وحياته، توزع في المدن الباكستانية. وأطلق الافغان المقيمون في بيشاور على الشارع المواجه للقنصلية الاميركية شارع اسامة بن لادن بعدما اغلق لأشهر خوفاً من تعرض القنصلية لهجمات انتحارية من قبل مؤيديه. والاختراق الذي احدثه ابن لادن لم يقتصر على الجانب الاعلامي وانما تعداه الى الجماعات الاسلامية الأخرى، اذ كانت حركة "جيش الصحابة" المتطرفة، هددت الاميركيين في بيان لها وحذرتهم من مخاطر التعرض لابن لادن، الأمر الذي سيعرض المصالح الاميركية للخطر.