الأُسس تواضعت الأفهام على تعريف العلم بحاصل اشارته الى الخصائص، وسوّغت المدركات بمطابقة معناها مع النفع والضرر. اما الذي لم تجد اتفاقاً في تعيينه جسماً او روحاً، سبباً او نتيجة، فقد احالته الى محظور يقوم التسليم الذوقي باقحامه في مجرى الترويض الفردي والمجتمعي، تحسباً للتمرد الممكن من مجابهات العقل على توكيل المشترع لسان الشارع المطلق. ابداً كانت الممكنات وحدها ميزان الحيلة، التي تطعم النظر برهانه المعقول في عقد القانون. وبصيرورة الخيال الغيبي الى قاسم من قواسم القانون، ايضاً، اكمل التشريع المستوحى من سنن الوهب ما لا تقدر الممكنات على تحصيله لمراتب العقل، فأحيل البرهان ذاته على مقدور قائم لا من شيء، يحفظ به الكائن ترشيد سلطته بلا محاججة. ولما كانت الحقائق صناعة من صناعات القوة ومنطقها، فقد توجّب - في انتقال النظر من الاحاطة بالخصائص الى تدبير السيطرة بالتقييد - دفع الممكن، ونقيضه، معاً، او ما يقوم مقام ذلك في دلالات اللفظ: كالبرهان العيني والذوق، العقل والكشف، الاستدلال والتسليم الى التجاور، والاقامة ممتزجين في "المنطق"، الذي يتكيّف فيه السماوي والأرضي على تبادل حيّزيهما في لغة العلوم، ويتشاكل فيهما الميز. الخمائر لما قُيّض للحقيقة ان تكون من صناعات القوة، قُيّض للواقع، نفسه، ان يكون صناعة لغوية. فالعلاقات هي ما يجري ابرامها بتوكيل اللفظ تدبير سياق للانشاء، جملة او مقطعاً او نصاً. كون النص هو تمام غاية القول. وما لا يتحصّل وصفه لغة يقتطع من الانشاء اللغوي الذي يقوم عليه الواقع، وبه. وثغرات الواقع، التي نتأوّلها على مرتبة الخفض، والنقص، والعثرة، والانحطاط، والسفه، والهفت، والزراية، والبؤس، هي المحذوف اللغوي من السياق، الذي عجز الوصف عن مقاربته فأسقطه عمداً، وصكّه بالمحو. في الارجح يجوز الاسترسال على التحصيل، وأخذ البلاغة على محمل التقويم في مجرى إقران الواقع باللغة. فكلما ازدادت الركاكة اللغوية نعني خيال اللغة، لافصاحتها ازداد الواقع ركاكة، وكلما تعثر انشاؤها تعثر الواقع. الأحماض 1 - البدايةُ، ابداً، قدمٌ تمشي به النهاية. 2 - الصائغ، وحده، لا يعرف سرّ الذهب الشائع. 3 - ان تدينني هو ان تنسى ما تتصف به الادانة. 4 - انت ملاكٌ، قطعاً، جناحاك المهشمان تحت المعطف يدلاّن عليك. 5 - الأمل شاعر ركيكٌ يشجعه اليأس. 6 - قصدك الدغل بشجره وظلاله يطلب الوصف، فأعدته الى العراء رملاً. 7 - كل بوابة ملكية معلنة، وكل ملكية قرعٌ على البوابات. 8 - أساس الشيء غيابُهُ. 9 - يا لك، مراصدك في الكلمات كلها، لذلك يختبئ منك المعنى. 10 - خبّئ الكلمات، سيدخل المعنى متخماً. 11 - بقفاز من زبد يصافح الحجر الماء. 12 - أرني خيالك لأنتقي لخيالي صورتي الثانية. 13 - الظلام حساء اللانهاية الناضج على موقد النور. 14 - حمّلتني الكثير من احمالك الثقيلة أيها الهباء. 15 - زيتٌ نباتيٌ يستنطق النبات كي يعترف. 16 - انا وأنتِ، أنتِ وأنا... الخ، سنمهّد له ولها، لها وله... الخ، كي يفعلا ما يشاءان من نواقص الخيار. 17 - لا عبرة في الكامل. 18 - عوفيتَ أيها الجبل. لقد كافأتني ببقائك الى جواري