تحوّلت مراسم تشييع جنازة زعيم "حزب الشعب الايراني" المعارض داريوش فروهر وزوجته بروانه اسكندري في طهران امس، الى تظاهرة احتجاج ضد نظام الجمهورية الاسلامية. وردد نحو ألفي شخص من أنصار المعارضة القومية والليبرالية شعارات طالبت بپ"سقوط الطغيان". ولوحظت كثافة لقوات الشرطة سمحت بالتشييع ولم تتدخل عندما رفعت شعارات مناهضة للحكم، لكنها حاولت منع المشيعين من الانحراف عن المسار المحدد للجنازة عندما اندفع المشاركون في المراسم للتوجه الى ميدان "بهارستان" جنوب العاصمة حيث المقر القديم للبرلمان. ولم تلاحظ "الحياة" حدوث أي مواجهة. وكان المشيعون انطلقوا من مسجد "فخر الدولة" ولُف جثمانا القتيلين بالعلم الايراني الذي لوحظ انه خلا من رمز الجمهورية الاسلامية "لا إله إلا الله" الذي يوجد وسط العلم، وهو ما أثار حفيظة عدد من المشيعين الذين لم يخفوا خشيتهم من أن يشكل الأمر "استفزازاً للحكم واحراجاً لدعاة الحرية وحقوق الانسان". لكن ذلك لم يمنع معظم المشاركين في الجنازة، وهم من الموالين للتوجهات القومية والعلمانية، من ترديد شعارات معادية للنظام ومطالبة بسقوط "الطغيان". وفي ميدان "بهارستان" حيث وصلت مجموعة من المشيعين، تحدث الوجه المعروف في المعارضة الليبرالية معين فر وطالب بكشف "حقيقة ما جرى كاملة"، قبل ان تصل الجنازة الى مقبرة "بهشت زهراء" جنة الزهراء جنوب العاصمة ويدفن داريوش وزوجته. وتزامن ما حدث مع إعلان قوى الأمن أنها اعتقلت "عدداً" من المشتبه بهم في عملية الاغتيال، وأكد متحدث باسم قوات الشرطة ان "التحقيقات تتقدم" وناشدت الاذاعة الايرانية أمس "كل من يعرف شيئاً ان يساعد في كشف ملابسات الجريمة". الى ذلك، ندد الرئيس سيد محمد خاتمي بشدة بالعنف الذي طاول وفداً سياحياً من رجال أعمال اميركيين الجمعة الماضي، وذلك خلال حديثه أمس أمام كبار مسؤولين وضباط وزارة الاستخبارات وأصدر خاتمي أوامر صريحة بتعقب المتورطين في العنف واعتقالهم، مشدداً على ان "من حق كل من يكون ضيفاً على الأراضي الايرانية ان ينعم بالأمن"، ووصف ما حدث بأنه "يسيء الى سمعة نظام الجمهورية الاسلامية ولا يليق بنا". وفي السياق نفسه أعلنت صحيفة "همشري" الناطقة باسم بلدية طهران "ان الكاتب والصحافي والمترجم الايراني مجيد شريف توفي على ما يبدو اثر أزمة قلبية". وكانت عائلة شريف ابلغت الشرطة انه توجه الى مشهد قبل اسبوع للمشاركة في تشييع عالم دين ايراني ولم يعد، واستدعت الشرطة العائلة أول من أمس الاربعاء، للتعرف الى الجثة في مشرحة طهران. وتبدي أوساط المعارضة الليبرالية، التي كان شريف قريباً منها، شكوكاً في ظروف وفاته