وضع الاتحاد الأوروبي خطة مشاركته الاقتصادية والسياسية في المسار الفلسطيني - الاسرائيلي خلال المرحلة المقبلة، وذلك تمهيداً لاجتماع الدول المانحة المقرر في نهاية الشهر الجاري في واشنطن. وأكد مصدر ديبلوماسي ل "الحياة" ان "أولويات الاتحاد ستركز في المرحلة المقبلة على دعم انماء الكيان الفلسطيني الذي سينجم عن ممارسة حق تقرير المصير بما في ذلك اقامة الدولة الفلسطينية". ومن المقرر أن يعقد المبعوث الأوروبي لعملية السلام ميغيل انخيل موراتينوس وديبلوماسيون من الرئاسة النمسوية والمفوضية الأوروبية اجتماعاً تنسيقياً مع مسؤولة الشؤون الاقتصادية في وزارة الخارجية الأميركية توني فانديرستيغ اليوم في بروكسيل، وسيبحث الاجتماع في مؤتمر الدول المانحة الذي ستستضيفه واشنطن من أجل توفير الدعم الاقتصادي والمساهمة في انجاح اتفاق واي ريفر. وتعتقد مصادر أوروبية في بروكسيل بأن حجم المعونات الدولية ووتيرة انفاقها سيرتبطان بشروط تنفيذ الاتفاق الذي وقعه الرئيس ياسر عرفات ورئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو في 23 من الشهر الماضي في واي ريفر. وتقترح المفوضية الأوروبية تخصيص 400 مليون ايكو نحو 450 مليون دولار تقدم في شكل هبات لفائدة الفلسطينيين، اضافة الى المساعدات التي ستقدمها كل من الدول الأعضاء ال 15 والقروض التي سيقررها البنك الأوروبي للاستثمار. وينتظر أن تعلن الدول الأوروبية حجم مساهماتها قبل اجتماع الدول المانحة في واشنطن. ويعد اقتراح المفوضية بمثابة الاشارة السياسية من جانب الاتحاد لتأكيد استمرار الدعم الأوروبي، وسيتم تحديده في شكل نهائي بعد انتهاء المفاوضات الجارية داخل الاتحاد الأوروبي في شأن الموازنة المشتركة للفترة من العام 2000 إلى العام 2006. وأوضح ديبلوماسي أوروبي ان المساعدات المالية الأوروبية تهدف، في الفترة المقبلة الى "المساعدة على قيام مؤسسات ذات فاعلية وشفافة وذات صدقية، ووضع الأطر الشرعية والقانونية لتشجيع القطاع الخاص، والمساعدة على اقامة البنى الاقتصادية والاجتماعية في الضفة الغربية وقطاع غزة وتأمين نقل المنتجات الفلسطينية الى اسرائيل وعبورها نحو الأسواق المجاورة والأسواق الخارجية الأخرى". وأعربت مصادر أوروبية عن امتعاضها من الدور الاحتكاري الذي تمارسه الولاياتالمتحدة التي تجاهلت رغبة الاتحاد في احتضان اجتماع الدول المانحة الذي كان مقترحاً في فيينا، ويسعى الاتحاد الآن الى تأمين مساهمته في الاشغال التمهيدية للمؤتمر. وينتظر أن يطالب الوفد الأوروبي في الاجتماع مع المبعوثة الأميركية فانديرستيغ بأن يشارك الاتحاد الولاياتالمتحدة رئاسة مؤتمر واشنطن. وشدد مصدر ديبلوماسي على أهمية أن يضطلع الاتحاد بدور ريادي في تنسيق المعونات الدولية وآليات تسييرها في المستقبل "لأن أساليب وآليات سير المعونات تحدد نتائجها في الميدان".