السيد المحرر تحية طيبة وبعد، طالعنا في صحيفتكم بتاريخ 30/10/1998 ما جاء في كلمة رئيس الجمهورية اللبنانية أثناء تدشين أحد المراكز الاجتماعية "انني لممت الشمل اللبناني في كثير من الأوقات على حساب كرامتي الشخصية ليس لأسلم حطاماً بل لأسلم دولة". دل كلامكم كمن يبحث عن موقع في التاريخ خوفاً من أن يفقده، خصوصاً أنه جاء في نهاية عهدكم، وبعد الفورة العفوية التي تجلت لدى اللبنانيين على مختلف المستويات بانتخاب الرئيس الجديد. إن الصمت الذي يعتمده الرئيس المنتخب في بداية عمله هو أكبر دليل على عمق إدراكه وقدرته على استيعاب مفهوم الحكم، وكم نحن في أمس الحاجة إلى قيادة من مثل هذا الطراز. وكما قال الرئيس العماد في كلمته بعد انتخابه: "لديّ القليل من الوعود والكثير من العمل والأمل، وسأسعى إلى أن أكون المثل والمثال في كل ما يقتضيه الواجب ويفرضه القانون وتحتمه المسؤولية، وسأدعو كل من يتولى شأناً عاماً إلى أن يكون كذلك، فأنا مؤمن بأن صلاح الأمور إنما يبدأ من رأسها". إن هذه الميزة في التفكير لدى الرئيس المنتخب تختزل عناوين كثيرة وتجعلنا نطمئن إلى مستقبل وطننا ومستقبل الأجيال المقبلة.