سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لحود رئيساً للبنان يشدد على دولة القانون والمؤسسات والتحرير وتلازم المسارين - زار الهراوي وحلو برفقة بري وضريح والده في بعبدات والتقى الحريري . الرئيس المنتخب : لدي وعود قليلة والكثير من العمل والأمل
وعد الرئيس اللبناني المنتخب إميل لحود، في اول موقف له بعد انتخابه امس، اللبنانيين بتحقيق الدولة العادلة القادرة التي يحكمها القانون وتديرها المؤسسات ويسودها الامن وتصونها الحرية. وشدد على اهتمام الدولة بأبناء الجنوب والبقاع الغربي "حتى زوال الاحتلال" الاسرائيلي عنهم، وعلى التوصل الى "سلام عادل في الشرق الاوسط ومتلازم مع الشقيقة سورية"، رافضاً الحلول الجزئية. وأكد انه "سيكون المثل والمثال في كل ما يقتضيه الواجب ويفرضه القانون". وسيدعو الذين يتولون شأناً عاماً الى ان يكونوا مثله. ... فبعد اعلان انتخابه الذي تابعه من مقر اقامته في النادي العسكري المركزي في المنارة بيروت، وصل رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى هناك واجتمع معه بعض الوقت، ثم توجها في سيارة الاخير الى القصر الجمهوري في بعبدا، وبلغاه في الثانية عشرة وخمس دقائق. وتمت وقائع الاستقبال الرسمي للرئيس المنتخب وفق ترتيبات بروتوكولية وضعتها مديرية المراسم في رئاسة الجمهورية. فلدى وصول السيارة التي تقلّ الرئيس المنتخب الى باحة القصر استقبله قائد لواء الحرس الجمهوري العميد جورج حرّوق. وعرض الرئيس المنتخب يرافقه حروّق سرية من الحرس التي قدمت له السلاح. وعند مدخل القصر كان في استقبال الرئيس المنتخب ورئيس المجلس النيابي المدير العام للمراسم في رئاسة الجمهورية السفير مارون حيمري الذي اصطحبهما الى صالون السفراء وسط ثلة من سيافة الحرس الجمهوري. واستقبل رئيس الجمهورية الياس الهراوي الرئيس المنتخب والرئيس بري في صالون السفراء حيث عقد لقاء بعيد من الاعلام استمر ثلاثة ارباع الساعة. وظهر الرئيس المنتخب للمرة الاولى باللباس الرسمي المدني لا العسكري، الا انه ولدى عرضه ثلة من الحرس الجمهوري حافظ على مشيته العسكرية الى حين وصوله الى مدخل القصر. وبادر الهراوي خلفه بعبارات التهنئة. وعندما طلب منهما الصحافيون ان يتصافحا لالتقاط صورة تذكارية، رد الهراوي: "هل فخامة الرئيس شخص غريب؟ الامر لا يحتاج الى ذلك بين رب البيت وأهل البيت". وفي الاولى الا ربعاً غادر الرئيس المنتخب القصر الجمهوري بسيارة كاديلاك بيضاء، فيما غادر بري بسيارته الخاصة. ومن قصر بعبدا توجه الرئيس المنتخب الى الكسليك في زيارة بروتوكولية للرئيس السابق شارل حلو. واستمر اللقاء من الثانية الا ثلثاً الى الثانية والدقيقة العاشرة. واقتصر على الرجلين. واكتفى لحود بعده بالقول: "هلّق ما راح نحكي شي والافعال هي التي ستحكي". وبعد اصرار الصحافيين جدد القول: "ما راح احكي كتير والافعال ستبين". وقيل له: هل حمّلك الرئيس شارل حلو وصايا؟ اجاب لم يحمّلني شيئاً". وقال الرئيس حلو "اتمنى التوفيق له، وأكيد ان امل اللبنانيين كبير بوصول شخص مثله الى سدة الرئاسة، وان شاء الله يكون عهده عهد رخاء وطمأنينة". وفي الرابعة والنصف بعد ظهر امس، اذاعت وسائل الاعلام كلمة وجهها لحود الى اللبنانيين لمناسبة انتخابه، وجاء فيها: "أيها اللبنانيون اليوم، أولاني المجلس النيابي الكريم، مشكوراً بجميع اعضائه، ثقته الغالية بانتخابي رئيساً للجمهورية اللبنانية، وهي ثقتكم أنتم التي أقدرها حق قدرها، مدركاً ثقل الامانة وحجم المسؤولية التي دعيت اليها. في هذا اليوم الذي أجمعت مواقفكم على تأييدي، أعرف مقدار الآمال التي تختزنها نفوسكم، وهي آمال عنوانها الرغبة في التغيير لبلوغ الأفضل سياسياً وإدارياً واقتصادياً واجتماعياً الى غير ذلك من المجالات التي تهمّ كل فرد منكم وتجعله مؤمناً بوطنه مشدوداً اليه، واثقاً بدولته، ومطمئناً الى مستقبله". وأضاف "في هذا اليوم، أعرف أن في أذهانكم، خصوصاً لدى جيل الشباب منكم، كثيراً من الأسئلة والتساؤلات والشكوك والتشكيك، والغربة في داخل الوطن، ما يجعلكم تطلبون وعن حق أجوبة عنها. وأعرف بالتالي أن جواباً واحداً قد يغني عن الكثير منها، ويكمن في أنكم تواقون الى دولة جدية وعادلة، قادرة ومقدّرة، مهتمة وواعية، يحكمها القانون وتديرها المؤسسات ويسودها الأمن وتصونها الحرية ويعمّها الخير ويهجرها الفساد. وكل ذلك ممكن معكم ويستحيل من دونكم". وتابع "في هذا اليوم، أحيّي صمود أبنائنا في الجنوب والبقاع الغربي المؤازرين لجيشهم في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي، وأنحني أمام أرواح الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن الحق والكرامة، وأقول لهم: أنتم في ضمير الوطن ووجدانه، وفي اهتمام الدولة حتى زوال الاحتلال، وإن همّنا الدائم سيكون التوصل الى سلام عادل ومتلازم مع الشقيقة سورية في المطالبة بالانسحاب الشامل وفي رفض الحلول الجزئية والمنفردة". وختم "لديّ القليل من الوعود والكثير من العمل والامل، وسأسعى الى ان اكون المثل والمثال في كل ما يقتضيه الواجب ويفرضه القانون وتحتّمه المسؤولية، وسأدعو كل من يتولى شأناً عاماً الى ان يكون كذلك، فأنا مؤمن بأن صلاح الامور انما يبدأ من رأسها. وفقني الله وإياكم في ما نصبو اليه من خير. عشتم وعاش لبنان". ويعتذر الرئيس المنتخب عن عدم تقبل التهانئ في هذه المناسبة، معبراً عن "شكره العميق للعواطف النبيلة التي ابداها الجميع حيال انتخابه". وبعد الظهر انتقل الرئيس المنتخب الى منزله في بعبدات حيث استقبلته حشود من المواطنين المهنئين. وقال "يجب ان نترك الكلام الى وقت لاحق، وما وصلت اليه هو بفضل والدي اللواء جميل لحود وقد توجهت الى بعبدات لأزور ضريحه". ولدى زيارة الضريح ادى وصحبه الصلاة وأنشدوا الجميع الترانيم. وزار رئيس الحكومة رفيق الحريري الرئىس المنتخب عصر أمس في النادي العسكري، على ان يتوجه اليوم الى دمشق للقاء نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام. وكان الحريري هنأ اللبنانيين بانتخابه، بعد إنتهاء الجلسة النيابية، معتبراً "أن لبنان دخل مرحلة جديدة يتفاءل بها الشعب". وأكد وقوفه إلى جانب لحود واستعداده "للتعاون التام معه من دون حدود للسير في البلاد نحو الأفضل"، بانياً هذه الرغبة على "ما شعر به من توجّه الشعب اللبناني ورغبته الأكيدة في تعاون وثيق بين الرئيسين". واعتبر "أن التجاوب الإقليمي والدولي" مع انتخاب لحود "سينعكس إيجاباً على البلد تنمية واستقراراً وتطوراً إقتصادياً، ويلقي مسؤولية للعمل الجدي لتحقيق أماني الشعب اللبناني وآماله في المرحلة المقبلة".