أكد البرلمان الإيراني ضرورة تعزيز وجود قوات التعبئة التابعة ل "الحرس الثوري" البسيج ودورها في الجامعات، مشدداً على وجوب ان يتلقى الطلاب "البسيج" دعماً مالياً ومعنوياً مباشراً من "الحرس" ووزارات الدفاع والتعليم العالي والصحة. وأقر النواب الإيرانيون بغالبية الحاضرين أمس مشروع قانون ينص خصوصاً على "دور أكبر للطلاب البسيج في النشاطات الثقافية في الجامعات"، لا سيما في ظل احتدام السجالات والصراعات السياسية التي تشهدها الحركة الطالبية بين المحافظين والاصلاحيين. ونصت المادة الرابعة في مشروع القانون على ضرورة أن تعزز القوات المسلحة دور "البسيج" في الجامعات، ولفت البرلمان إلى أهمية تحديد مهلة ثلاثة أشهر للمصادقة النهائية على القانون بعد أن يحظى بدعم رئاسة أركان القوات المشتركة للجيش و"الحرس" ومرشد الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة آية الله علي خامنئي. ويستبعد أن يواجه القانون معارضة من تلك الجهات، خصوصاً أن تشكيل "طلاب البسيج" كان بأمر من مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله الخميني اثناء الحرب العراقية - الإيرانية 1980 - 1988. ويؤكد الاتحاد الطالبي التابع ل "البسيج" ولاءه المطلق للمرشد خامنئي. لكن مشروع القانون سيثير جدلاً واسعاً في الجامعات خصوصاً في أوساط الاتحادات الموالية لليسار الإسلامي الراديكالي والمؤيدة بقوة للرئيس محمد خاتمي، إذ باتت الجامعات الحاضنة الأساسية للحركة السياسية في إيران منذ تولي خاتمي الرئاسة، وللشبان والطلاب دور محوري في توجيه الرأي العام وممارسة ضغوط على التيارات السياسية وأطراف في الحكم. ويشعر المحافظون أن استمرار الوضع الحالي في الجامعات سيلحق بهم ضرراً، وربما يندرج مشروع القانون الذي أقر أمس في إطار سعي التيار المحافظ إلى تعزيز الجماعات الطالبية الموالية له عبر مؤسسات الدولة. وهذا أثار حفيظة الاتحادات الطالبية الأخرى التي تعتبر ان "لا خلاف على أهمية دور البسيج لكن ثمة تناقضاً في رؤية هذا الدور وهويته الثقافية والسياسية". وتخشى أوساط أن يكون تعزيز الدور "الثقافي" للطلاب "البسيج" مدخلاً لتعزيز دور المؤسسات غير المدنية في الجامعات.